رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي

مزَّقت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مباشرة على الهواء، بعد انتهاء الأخير من خطابه فجر الأربعاء، وألقى الرئيس الأميركي خطاب حالة الاتحاد، الذي استمر لأكثر من ساعة، تطرق فيه لمواضيع الأمن القومي ومكافحة الإرهاب.

ورفض ترامب مصافحة بيلوسي، التي ترأس ملف محاكمة عزل الرئيس دونالد ترامب في مجلس النواب، عند دخوله القاعة في واشنطن لإلقاء الخطاب، وبعد تسليمه نسخة من خطابه لبيلوسي، مدت الأخيرة يدها، إلا أن ترامب رفض مصافحتها واستدار للبدء بالكلمة، بينما علت الدهشة وجه رئيسة مجلس النواب.

وبعد انتهاء ترامب من إلقاء كلمته، وخلال تصفيق الحضور، وقفت بيلوسي ومزقت نسخة الخطاب التي سلمها ترامب لها، وتعد بيلوسي من أشد المعارضين لسياسات ترامب، وتعتبر الشخصية الرئيسية في ملف عزل ترامب، الأمر الذي خلق عداوة بين الاثنين، وفي ديسمبر / كانون الأول الماضي، صوت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، لفائدة عزل ترامب بسبب ممارسته ضغطا على نظيره الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، حتى يفتح تحقيقا بشأن خصمه السياسي، جو بايدن، وهو مرشح محتمل لانتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر المقبل.

ومن المتوقع أن يبرئه مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، الأربعاء، من اتهامات بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، وفي أول مرة يلتقي فيها مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي منذ خرجت غاضبة من اجتماع في البيت الأبيض قبل أربعة أشهر، ويبدو أن بيلوسي بوغتت، ولم يجر حديث بين الاثنين منذ اجتماعهما في أكتوبر، وتجنبت بيلوسي العبارات المعتادة مثل "من دواعي سروري" أو "من دواعي الفخر البالغ" التي يستخدمها رئيس المجلس عادة لدى تقديم رئيس البلاد لإلقاء كلمة بالكونغرس، وكل ما قالته عند تقديم ترامب "أعضاء الكونغرس.. إليكم رئيس الولايات المتحدة".

وهتف الجمهوريون في صفوف الحضور، من مجلسي الكونغرس "أربع سنين أخرى"، وهو يقف على منصة مجلس النواب. وتجرى انتخابات الرئاسة بعد حوالي تسعة أشهر، وجلس الديمقراطيون صامتين، وأمكن رؤية بعضهم يهز رأسه بينما كان ترامب يقول "حالة اتحادنا أقوى من ذي قبل"، وجلست بيلوسي، التي تخلت عن معارضتها للمساءلة وسمحت لأعضاء الكونغرس الديمقراطيين بالسعي لتوجيه اتهامات له، واجمة خلفه وأخذت تقلب صفحات نسخة مكتوبة من خطابه.

 

ترامب يتسلح بالاقتصاد ويسخر من معارضيه

وواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، الذين يسعون لعزله من منصبه في خطاب حالة الاتحاد الذي استغله في السخرية من معارضيه والتشدق بالاقتصاد، وتجنب ترامب الحديث عن مساءلته في الخطاب لكن جراح المعركة بدت واضحة في الكلمة التي وقف له خلالها رفاقه الجمهوريون مصفقين، بينما ظل خصومه الديمقراطيون جالسين صامتين معظم الوقت.

ودخل ترامب القاعة بينما يواجه الديمقراطيون قدرًا من الفوضى بعد أعطال فنية أخرت إعلان نتائج تصويتهم في ولاية أيوا يوم الاثنين لاختيار مرشح يواجهه في الانتخابات، وقدم ترامب نفسه على أنه أحدث تحسنا كبيرا بعد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، وقال إنه تمكن من تعزيز النمو الاقتصادي الأميركي وزاد من فرص العمل، قال، "في ثلاث سنوات قصيرة وحسب أجهزنا على مفهوم التراجع الأميركي ورفضنا تصغير شأن مصير أميركا".

وأمام الجزء الخاص بالديمقراطيين جلس مع مديرو المساءلة الذين يقومون بدور الادعاء في المحاكمة الدائرة بمجلس الشيوخ، ورفض العديد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين حضور الكلمة السنوية احتجاجا على ترامب، وتطرق ترامب في كلمته إلى نظام التأمينات الصحية، وقال كذلك إنه يجب منع المهاجرين من عبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وإن "مدن إيواء" المهاجرين أمر خاطئ، وبعدما اقترب ترامب من صراع واسع مع إيران إثر صدور الأمر بقتل قائدها العسكري قاسم سليماني قال "نحن نعمل على إنهاء حروب أميركا في الشرق الأوسط".

 

رسال ترامب للمتطرفين

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه "إن الإدارة الأميركية تدافع بقوة عن الأمن القومي ومكافحة الإرهاب"، لافتا إلى أن رسالتنا إلى الإرهابيين واضحة: "لن تفلتوا من العدالة الأميركية أبدا"، وأضاف ترامب خلال كلمته أن تنظيم داعش كان يحتل أكثر من 20 ألف ميل مربع من الأراضي في العراق وسوريا. واليوم تم تدمير "الخلافة" الإقليمية لداعش بنسبة مائة في المائة، والقضاء على مؤسس وزعيم التنظيم القاتل المتعطش للدم.

وأشار ترامب في كلمته إلى عملية قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، واصفا إياه بأكبر إرهابيي العالم وأكثر جزاري النظام الإيراني قسوة، وبأنه وحش قتل وجرح الآلاف من أفراد القوات الأميركية في العراق، وكان يخطط بنشاط لهجمات جديدة، كما قام بتنظيم مقتل عدد لا يحصى من الرجال والنساء والأطفال، وأضاف "رسالتنا إلى الإرهابيين واضحة: لن تفلت من العدالة الأميركية أبداً إذا هاجمت مواطنينا، فإنك تخسر حياتك!".

وحول الأزمة مع إيران، قال ترامب في الأشهر الأخيرة، رأينا الإيرانيين الفخورين يرفعون أصواتهم ضد حكامهم القمعيين، ويجب على النظام الإيراني أن يتخلى عن سعيه للأسلحة النووية، وأن يكف عن نشر الإرهاب والموت والدمار، وأن يبدأ العمل لصالح شعبه، وأضاف، "بسبب العقوبات القوية التي فرضناها، فإن الاقتصاد الإيراني يعمل بشكل سيء للغاية. يمكننا أن نساعدهم على جعلها جيدة جدًا في فترة زمنية قصيرة، لكن ربما يكونون فخورين جدًا أو حمقى جدًا من طلب هذا. دعونا نرى الطريق الذي يختارونه. الأمر متروك لهم تماما".

قـــــــــــد يهمك أيــــــضًأ

بيلوسي تؤكد أن إدارة دونالد ترامب قتلت قاسم سليماني بدون تصريح

"النواب" الأميركي يقترب من التصويت على "حدّ تحركات" ترامب العسكرية