سد النهضة الاثيوبي

أكدت مصر وجنوب أفريقيا، أهمية العمل على إيجاد «حل سلمي» عبر المفاوضات لنزاع «سد النهضة» الإثيوبي. فيما جدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مطلب بلاده بضرورة «إبرام اتفاق قانوني مُلزم وفق قواعد القانون الدولي، يحفظ الأمن المائي لمصر والسودان».

واختتمت في القاهرة، أمس، الدورة التاسعة للجنة المشتركة للتعاون بين مصر وجنوب أفريقيا، برئاسة شكري، ووزيرة العلاقات الدولية والتعاون الدولي بجنوب أفريقيا جريس ناليدي باندور، التي تزور مصر على رأس وفد حكومي رفيع المستوى. وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماعات، أكد شكري وباندور، عمق علاقات التعاون التي تربط بين البلدين في شتى المجالات. وفي شأن نزاع «سد النهضة»، أشار شكري إلى أن مصر تؤكد دائماً اهتمامها واستعدادها لتحقيق اتفاق قانوني ملزم وفق قواعد القانون الدولي من خلال المفاوضات والحل السلمي، الذي يحقق مصالح كل الأطراف بشكل متواز، وهي رغبة إثيوبيا في التنمية وتوفير الحياة الكريمة، شريطة حفظ أمن مصر والسودان المائي في ظل اعتماد القاهرة بشكل كامل على النيل في مواردها المائية.
وأوضح أن مصر تسعى للتقارب والتعاون وشددت في مناسبات عدة على ذلك، مؤكداً وجود فرص كبيرة للتعاون الثنائي والثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا لتحقيق الأمن والاستقرار ومستمرين بالوسائل السلمية والمفاوضات والعمل بروح التعاون.
فيما أشارت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إلى أن على الاتحاد الأفريقي إنهاء مناقشات ملف «سد النهضة» وضرورة أن تعمل الدول الثلاث وفق الاتفاقيات الملزمة كي لا ننتهي لموقف فوضوي والملفات مفتوحة على الطاولة، مشيرة إلى أهمية التعاون بين الدول الثلاث. وأوضحت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا أن موقف بلادها أهمية الاستمرار في المفاوضات للتوصل لحل وتسوية في ملف سد النهضة.
على الصعيد الثنائي، أعرب الوزير المصري عن سعادته لاستئناف انعقاد اللجنة المشتركة بعد انقطاعها لسنوات، موضحاً أن المداولات التي تمت ستسهم في الارتقاء بالعلاقات لخدمة مصالح الشعبين والقارة.
وأشار شكري إلى وجود «إرادة سياسية قوية» لرئيسي البلدين، وأكد على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور والاتفاق على الرؤى التي تخدم مصالح القارة الأفريقية والقدرة على مواجهة التحديات. واتفق الوزيران على عقد اللجنة المشتركة كل عامين، مع تدشين جلسات مراجعة منتصف المدة على مستوى كبار المسؤولين، بالتناوب بين البلدين.
وجاء في البيان الختامي المشترك، تأكيد الوزيرين على الالتزام بتطوير العلاقات الثُنائية بين البلدين على نطاق واسع وعميق وقوي وصلد، بهدف تحسين أوضاع شعبيهما وتعزيز السلم والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في القارة الأفريقية، فضلاً عن تقديم حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية اهتداءً بالقيم الُمشتركة بين البلدين. واتفق الوزيران على السعي من أجل التعاون مع الدول الأفريقية، لتعزيز التكامل الاقتصادي والتنمية المُستدامة على مستوى القارة الأفريقية.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، تناول الوزيران الوضع الحالي والتحديات التي تواجه السلم والأمن في القارة الأفريقية، وأكدا التزامهما بالعمل المشترك لتعزيز السلم والأمن بالقارة، بما يشمل تنفيذ مبادرة «إسكات البنادق» وتحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، ومكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر، وغسل الأموال وتهريب والاتجار في المخدرات. وفيما يتعلق بالقضايا الدولية، شدد الوزيران على أهمية الحوار والمفاوضات والحلول الدبلوماسية للأزمات الدولية، وأكدا الحاجة لدعم النظام المتعدد الأطراف، وأكدا أن أهمية مؤسسات الحوكمة العالمية، بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، وطالبا بأن تكون أكثر شمولاً وتمثيلاً وديمقراطية لإتاحة وتيسير قدر أكبر من مُشاركة الدول النامية في صنع القرار العالمي.
وأكد الوزيران أهمية التضامن من أجل تحقيق توزيع عادل للقاحات فيروس كورونا، ووجها الدعوة للدول لشراء اللقاحات المُصنعة في أفريقيا، لضمان الحفاظ على القُدرات التصنيعية في القارة.
وفيما يتعلق بالقضايا الثنائية، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وكالة الفضاء المصرية ووكالة الفضاء الوطنية في جنوب أفريقيا، للتعاون في مجال الفضاء والاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. كما بحث الوزيران مقاربات عملية لزيادة حجم التجارة البينية وتدفق الاستثمارات بين البلدين.
اتفق الوزيران على توسيع التعاون في العديد من المجالات الأخرى المتنوعة التي تشمل الدفاع والأمن وإنفاذ القانون، والطاقة والتعدين والبتروكيماويات، وتطوير البنية التحتية والتنمية الصناعة والأدوية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعلوم والبحوث والزراعة والخدمات.
إلى ذلك، هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشعوب الأفريقية، بمناسبة الاحتفال أمس بـ«يوم أفريقيا». وقال السيسي في تدوينة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «ذلك اليوم يمثّل ذكرى تاريخية عظيمة أسست لعهد جديد في تعزيز الوحدة والتعاون المشترَك بين دول قارتنا».
وأكد السيسي أن «مصر ستظل تسعى جنباً إلى جنب مع أشقائها الأفارقة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الجهود المشتركة في إيجاد حلول للمشكلات والنزاعات التي عانت منها القارة لعقود حالت دون تحقيق أحلام أبنائها».

قد يهمك ايضا

تزامناً مع استعداد إثيوبيا للملء الثالث لسد النهضة مصر تُُكثف خطط التوعية بقضايا المياه

مصر تكثّف الجهود لإنهاء أزمة سدّ النهضة بحلّ يضمن مصالح جميع الدول