"قاهرة المعز" تستعد لاستقبال ضيوف شهر رمضان

 لأنها "قاهرة المعز" فكل شيء بها يختلف عن باقي العواصم, ولشهر رمضان مذاق خاص في المحروسة، فلا يقتصر الأمر على الزينة في الشوارع والفوانيس واحتفالات الكبار والصغار، وإنما كل شيء في القاهرة يتزين لاستقبال الشهر الكريم و يستعد باحتفالات وأمسيات مُغلّفة بنكهة صوفية ترتفع بالصائمين لأعالي السماوات، وفي السطور التالية يرصد "مصر اليوم" رصد 6 أماكن تتلألأ في سماء القاهرة وتتألق خلال الشهر الفضيل:

شارع المعز لدين الله الفاطمي

يعتبر أكبر متحف إسلامي مفتوح بمنطقة الأزهر، وتُقام في شارع المعز طوال شهر رمضان الاحتفالات والمهرجانات المختلفة، حيث تنظم وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الآثار مهرجان "رمضان زمان"،  ويشارك بالفعاليات مجموعة من فرق الفنون الشعبية والاستعراضية في أمسيات رمضانية كالفرقة النحاسية وفرقة وسط البلد والفنون الشعبية بالجامعة الأميركية وفرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية وفرق التنورة التراثية وفرق جامعة عين شمس والمنوفية وقناة السويس وفرقة بورسعيد للآلات الشعبية والتي تصاحبها فقرات السمسمية والتخت الشرقي, كما سيتم تنظيم معرض للفنون التشكيلية ورش فنية للأطفال وليالي شعرية ومعرض للكتاب ومنفذ لبيع الحرف اليدوية ورش لفنانين ونحاتين عروض للأراجوز والساحر ضمن فعاليات المهرجان .

كما ينظم أحد الفرق الشبابية لتنشيط السياحة الداخلية مهرجان " كرنفال المعز" ويضم فقرات ترفيهية وغنائية راقصة وطبول ومزامير بلدي، فضلا عن رقصات التنورة التي لا يخلوا الشارع منها،  مع إمكانية التصوير بالملابس التراثية كالملاية اللف والطربوش، يتخلل ذلك شرحا لأبرز المباني الأثرية بالشارع وحكايات الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ، أما قبة الغوري والتي تعد أحد أهم معالم الشارع فتستمر عروضها للتنورة لثلاثة أيام أسبوعيا،  فضلا عن مهرجان سماع للإنشاد الصوفي والذي سيقام مرة أخرى خلال الشهر الكريم .

دار الأوبرا

تعتزم دار الأوبرا المصرية إقامة 42 حفلا فنيا متنوعا طوال شهر رمضان الكريم، في القاهرة والإسكندرية ودمنهور، في أجواء روحانية تتميز بطابع الفرح والابتهاج، وقال الدكتور مجدي صابر إن هذه الاحتفالات تؤكد على الدور الريادي للأوبرا كمنارة للثقافة والفنون بقوتها الناعمة التي تهدف للارتقاء بالسلوك البشري من خلال الفنون الجادة.

وتشمل هذه الحفلات 21 سهرة رمضانية على المسرحين الصغير والمكشوف حيث تحتفل خمس دول عربية وإسلامية بالشهر الكريم بتقديم فرق وفنون تعبر عن تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم وهي (اندونيسيا – البوسنة والهرسك – تونس – فلسطين – السودان) وذلك بالتعاون مع سفاراتهم بالقاهرة بجانب احتفال سفارة أرمينيا بمرور 100 عام على استقلالها.

ويتزين المسرح المكشوف لاستقبال السهرات الرمضانية بـ16 حفلا تجمع ما بين الطرب والإنشاد الديني والغناء الصوفي والموسيقي الروحانية وبعض التجارب فنية متفردة للشباب ومنها ( مدحت صالح – نسمة عبد العزيز – وفرق الرضوان للإنشاد الصوفي – مجموعة الحضرة – حازم شاهين وفرقته – الأخوة أبو شعر – أيامنا الحلوة – الشيخ إيهاب يونس للإنشاد الصوفي والتراثي – دينا الوديدي – فريق بساطة – المولوية المصرية للفنان عامر التوني – فرقة الجنوبي النوبيه بقيادة محمود الشرقاوي – علي الهلباوي – تجربة فنية جديدة يقدمها الموسيقار فتحي سلامه مع الشيخ محمود التهامي – رسالة سلام للفنان انتصار عبد الفتاح – المغنية التونسية غالية بن علي)

وعلى التوازي تواصل دار الأوبرا ختام عروض موسمها السنوي على مسارحها الكبير والجمهورية ومعهد الموسيقي العربية وأوبرا الإسكندرية ودمنهور بـ21 حفلا أخر لأوركسترا القاهرة السيمفوني وفرقة عبد الحليم نويرة للموسيقي العربية و الفرقة القومية العربية للموسيقي،  نجوم فرقة اوبرا القاهرة – فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقي والغناء العربي - الإنشاد الديني .

جامع عمرو بن العاص

روحانيا يحرص المصريين على أداء الصلاة في المساجد الإسلامية القديمة ذات التراث العريق، والروحانيات المنطلقة من بين جنبات المساجد، ويأتي مسجد "عمرو بن العاص" على رأس المساجد التي تشهد توافد الآلاف لأداء صلاة التراويح، إلا أن المسجد يمتلئ عن بكرة أبيه في ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم "ليلة القدر.

 ويعتبر جامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بني في مصر وأفريقيا كلها، بني في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها. كان يسمى أيضا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع، ويقع جامع عمرو بن العاص في منطقة مصر القديمة، ومن أشهر الذين ألقوا دروسا وخطبا ومواعظ في هذا الجامع: العز بن عبد السلام، محمد الغزالي، عبد الصبور شاهين.

حي الحسين

أما حي الحسين فأنهى استعداداته لاستقبال الشهر الكريم، وتوافد عشرات الآلاف من أنحاء العالم، الذي يحرصوا كل عام على زيارة هذه المنطقة القديمة والجلوس فيها، واقتناء التحف الأثرية، واشتهر حي الحسين، بتجمع الزوار بعد الإفطار للسهر حتى وقت متأخر من الليل للاستماع إلى الموسيقى وشرب الشاي والتسوق، وحي الحسين الذي بني في العصر المملوكي قبل نحو خمسة قرون متحف مفتوح للمساجد التاريخية والمنازل التي يتخللها العديد من الأزقة التي تحفها المتاجر في سوق خان الخليلي.

 وقال بائع تحف يدعى "محمد" لـ "مصر اليوم" إن الباعة انتهوا من جميع استعادتهم لتوافد الزوار الذين يحرصوا على شراء التحف والإكسسوارات، موضحا أن شهر رمضان يعتبر لهم عودة للحياة حيث يقبل الكثير على الشراء بعكس الشهور الأخرى، وتابع الشاب العشريني قائلا:" الحمد لله فين ناس بتشتري والدنيا ماشيه، واحنا جبنا البضاعه، وربنا يسهل"

ومن المعالم الرئيسية لحي الحسين مقهى الفيشاوي الذي بُني عام 1798 وكان يتردد عليه العديد من الشخصيات الكبيرة مثل الملك فاروق والروائي الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ.

السيدة زينب

أما مسجد السيدة زينب صاحب الروحانيات الخاصة، والتاريخ العريق، ويُنسب إلى السيدة زينب بنت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله،  وشقيقة الحسن والحسين،  وحفيدة الرسول علية الصلاة والسلام.

ويتوافد المسلمين من شتى أنحاء العالم للصلاة في هذا المسجد العتيق، ويحتل المسجد مكانة كبيرة في قلوب المصريين خصوصا سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة، الذين يعتبرون أن زيارته شرف وبركة، كما انه يعتبر مراكز الطرق الصوفية ومريديها، كما تختلف الأوضاع بميدان السيدة زينب في شهر رمضان الكريم، حيث تقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تماما من منطقة أثرية لها قيمتها الدينية ويتوافد إليها الأجانب إلى ازدحام شديد حيث تتحول إلى سوق للباعة الجائلين.