قوات الأمن الفرنسية تفرق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع خلال احتجاج حركة السترات الصفراء

تستعدُّ قوات الأمن الفرنسية لجولة جديدة من احتجاجات أصحاب "السترات الصفراء" في وسط باريس السبت المقبل، وكشفيت صحيفة بريطانية عن أن قوات الأمن ستستخدم هذه المرة سلاحاً كيميائيا غير قاتل، لإبعاد المتظاهرين عن المباني الرئيسية في العاصمة. وأوضحت أن السلاح الجديد هو عبارة عن مسحوق ضعيف المفعول، ينتشر في مساحة صغيرة تبلغ ستة ملاعب كرة قدم، في عشر ثوان.

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن استخدام هذا المسحوق يسلط الضوء على اليأس المتزايد لإدارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وهي تواجه أزمة قانون ونظام، بعدما هزت الاحتجاجات البلاد منذ خمسة أسابيع، وتستمر بشكل متوال منذ ذلك الحين، وتقودها حركة "السترات الصفراء" التي تلاقي زخما على الصعيد الوطني، وقد تخللت أعمال عنف هذه التظاهرات، والتي طالت قوص النصر الشهير.

 

 

وألقت قوات الأمن القبض على 168 متظاهرا في باريس، يوم السبت، دخلوا في معارك مع الشرطة، والتي ردّت باستخدام خراطيم المياه، والغاز المسيل للدموع، والعصى. وأكد كبار الضباط أن 14 سيارة مدرعة التي نشرتها الشرطة، تحتوي على أجهزة سلاح كيميائي خفيف، سيستخدم كونه خيارا أخير ضد المتظاهرين.

أقرأ أيضاً : " السترات الصفراء" ترفض خطاب ماكرون وتُعلن مواصلة الاحتجاجات

وحسب مجلة "ماريان" الفرنسية، يمكن لهذا الجهاز الموجود داخل المدرعة رش البودرة على مساحة 430.500 قدم مربع في عشر ثوان. وتحتوي البودرة عالية الكثافة على نفس قوة 200 قنبلة غاز مسيلة للدموع، وهي مصممة للاستخدام ضد البشر عشوائيا في حالات الطوارئ. ومن جانبه، قال مصدر في شرطة باريس:" إذا عبر حشد كبير الحواجز عبر المحيط الأمني، فستستخدم الشرطة المسحوق كونه خيارا أخير؛ لإيقاف المتظاهرين."

 

 

ولكن من المؤكد أن يثير استخدام المسحوق أسئلة مثيرة للقلق بين جماعات الحقوق المدنية، فضلا عن منظمات المراقبة، بما في ذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ من "لاهاي" مقرا لها، كما أن فرنسا عضوا فيها.

وأكد الكولونيل ريتشارد كارميناتش، من قوات الشرطة أن هذه الأسلحة لم تستخدم في المدن حتى الآن، على حد علمه، موضحا:" استخدام هذا السلاح يعادل إطلاق 200 قنبلة غاز مسيلة للدموع، ومن الأفضل الركض للخروج بعيدا عنها."

ويتم تصنيف الغاز المسيل للدموع كسلاح كيميائي، ويتم حظر استخدامه فعليا في مناطق الحروب، بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية، ومع ذلك استخدمته فرنسا بأنتظام في المظاهرات الأخيرة.

أما في بريطانيا، فيعد استخدام الغاز المسيل للدموع مقيَد بشدة، ولا يستخدم أبدا بشكل عشوائي ضد حشود كبيرة من الرجال والنساء والأطفال، كما يحدث في فرنسا.  

قد يهمك أيضاً :

الحكومة الفرنسية تناشد "السترات الصفراء" التعقل وعدم التظاهر السبت

أوروبا تتابع المشهد الفرنسي مع سعي ماكرون لتهدئة حركة "السترات الصفراء"