إقليمي ودولي

ترقب إقليمي ودولي لما يحدث في العاصمة الإيرانية طهران، من تظاهرات واسعة تطالب بسقوط النظام وسط تأييد أميركي لما يطالب به الشعب الإيراني، وفيما يخيم الصمت الحذر على الدول المجاورة لطهران انطلاقا من مبدأ عدم التدخل حتى لا تتخذه طهران مأخذ فيما بعد للتدخل في شؤون تلك الدور المجاورة لها.

وتعد التظاهرات التي انطلقت قبل أسبوع تقريب وسقط خلالها ما يقرب من 20 قتيلا هي الأولى منذ انتفاضة 2009 والتي انطلقت ضد الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تخاذل معها ولم يتفاعل مع مطالب الشعب الإيراني وقتها، مما يعتبر هذه المرة فرصة لتحقيق ما يريده ضد طهران.

الموقف المصري لم يتم الإعلان عنه رسميا حتى الآن، إلا أن مصدر دبلوماسي مصري رفض الكشف عن هويته قال لـ"مصر اليوم" إن مصر تتابع الأحداث الجارية في إيران عن كثب، ولكن لا تتدخل في الشأن الداخلي الإيراني مثلما تطالب مصري أي دولة أخرى.

وأضاف المصدر أنه دائما ما تدعو مصر الدول الأخرى إلى عدم التدخل في شؤونها، وذلك بمثابة رسالة غير مباشرة لطهران التي عادة ما تدخل في شؤون دول الجوار، وأن بلاده تأمل أن يعم الاستقرار والأمن في المنطقة والابعتاد عن سياسة التدخل في شؤون الآخرين وإثارة الفتن والفوضى.

الموقف في الخليج العربي أيضا مقارب للموقف المصري ولم يتم الإعلان عن دعم أو رفض التظاهرات والاكتفاء بمراقبة الموقف دون أن يكون هناك إعلان صريح عن موقف دول الخليج مما يحدث في طهران.

واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أحمد الغمراوي أن مصر ودول الخليج لا تريد أن تظهر اي دعم للتظاهرات ضد إيران خاصة وإن دائما ما تنادي مصر ودول الخليج بعدم التدخل في شؤونها وخاصة من قبل طهران.

وقال السفير الغمراوي لـ"مصر اليوم" إن أي دولة تحاول التدخل فى شؤون أى دولة اخرى وتسعى إلى خرابها وزعزعة استقرارها أمنها سيكون مصيرها الحتمى مثل إيران التى تمثل تهديداً خطيراً للمنطقة العربية بالكامل، وانحرفت عن متابعة الداخل لديها ومطالب شعبها.

وذكرت الخارجية الأميركية أن واشنطن تدين بقوة قتل المتظاهرين واعتقالهم فى إيران، وأضافت الخارجية: "كل من يقتل المتظاهرين ويمارس الانتهاكات فى إيران سيعاقب".

وكانت الأمم المتحدة، أكدت أن هناك تقارير تفيد بمقتل 20 شخصا فى التظاهرات بدولة إيران، وتوقيف المئات واحتجازهم فى الفترة الآخيرة، فيما توقع أستاذ العلوم السياسية مصطفى علوي أن إيران لابد من أن تغير سياسة نظامها إذا أرادن البقاء وذلك بعد توجيه كافة الدعم المالي لعناصر في الخارج والانشغال عن تعزيز الأوضاع الاقتصادية داخل طهران.

وشدد علوي على أنه من الصعب توقع السيناريوهات التي ستقبل عليها التظاهرات الإيراني حيث تعد لأول مرة منذ الثورة الإيرانية في عام 1979 والتي جاء بنظام المرشد، مشيرا إلى أن النظام الإيراني لم يشهد احتاجات تتعلق بالظروف الاقتصادية مثل التي جرت مؤخرا في البلاد، مشيرا إلى أن الظروف صعبة للغاية ولا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث.