اليمنيون يستقبلون عيد الفطر وسط تدهور الأزمة الإنسانية

يستقبل سكان اليمن عيد الفطر، بوجوه بائسة وبطون جائعة تقرقر باستمرار البعض لا يعني له العيد انتهاء الصوم فالفقر يجعله يعيش صائماً دون تناول 3 وجبات يوميًا، وتتفاقم الأزمة في البلد الذي يعيش حربًا منذ 3 سنوات، ويرى البعض أن العيد يفقد معانيه وتزول طقوسه حين يكون بهكذا وضع وصل إلى أقصى درجات التدهور الإنساني.

وأوضح الموظّف الحكومي، أحمد المقطري، أنّ "العيد يفقد جماله وطقوسه وسعادته، حين يأتي بوضع كهذا"، مشيرًا إلى أنه يعجز عن شراء ملابس جديدة لأطفاله البالغ عددهم 4 وذلك بسبب أنه لم يتسلّم راتبه الحكومي منذ أشهر، وبات غارقاً بالديون والهموم حسب وصفه، ولافتًا إلى أن سعادة الأطفال تمثّل سعادة الكبار وتعطي العيد بهجته .

وأشار المقطري إلى أن طقوس العيد في اليمن هي زيارة الرحم وتقديم العيدية وتناول الطعام مع أكبر عدد من الأحبة الذين تجمعهم أيام العيد بينما يرتدي الأطفال ملابس جديدة ويحصلون على العيدية ويشترون بها ما طاب لهم، موضحًا أنّه اضطر إلى بيع بعض ممتلكاته العام الماضي كي لا يشعر أطفاله بالنقص ويقضون العيد بحزن هذا بالرغم من أن الرواتب كانت تصرف ولكن زيادة تكاليف المعيشة وكثرة الالتزامات أثرت على المستوى الاقتصادي لمتوسطي الدخل، ويتمنى المقطري أن يأتي عيد الفطر العام المقبل وقد انتهت هذه الظروف العصيبة التي يعيشها الناس بشكل عام بتأثير الحرب الدموية.

وتحدّث مدير احد محلات بيع الملابس في تعز، عمر الاغبري، أنّ الحركة الشرائية للملابس قبل العيد تراجعت بنسبة تقدر ب50%عن العام الماضي وذلك بفعل الوضع الاقتصادي المتدهور للناس وزيادة هذا التدهور انعكس على الحركة الشرائية، وبحسب الأغبري فإن أسعار الملابس ارتفعت بفعل انهيار الريال اليمني مقابل الدولار إضافة إلى زيادة تكاليف الاستيراد والنقل نتيجة الحرب وبات الطلب على الملابس ضعيف للغاية ما يعني أن معظم الأطفال لن يقضوا عيدهم ككل عيد .

وعبر الأغبري عن اسفه لهذا الوضع وشعورة بالحزن حين يمر طفل قرب محلات الملابس وينظر لها نظرات حزينة وكأنه يقول لماذا لن اقضي العيد بملابس جديدة كما يفترض، ويعاني الآلاف من موظفي الدولة من فقر مدقع في ظل عدم حصولهم على رواتبهم منذ شهور عديدة بعدما نقلت الحكومة المعترف بها دوليا البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن، وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الحرب الأهلية اليمنية المستعرة منذ أكثر من 3 سنوات كما انتشر الجوع، وتتحدث تقارير للأمم المتحدة أن هناك حوالي 19 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي إجمالي السكان، في اليمن يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وأن هناك 14.5 مليون شخص لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة وخدمات الصحة كما ترتفع معدلات سوء التغذية إلى مستويات مُنذِرة بالخطر في ظل وجود 3.3 ملايين سيدة وطفل يعانون من سوء التغذية.