الجيش الفلبيني

أكد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرت لقواته المسلحة، أنه سيحمي قيادتها وعناصرها من أي إجراء قانوني اذا قتلوا عن طريق الخطأ مدنيين، أثناء مواجهة المسلحين الذين يحاصرون مدينة جنوبية في الفلبين. وأمر دوتيرت الجيش بتدمير المسلحين المتواطئين مع تنظيم "داعش" الذي هاجم مدينة مراوي في 23 مايو/ أيار، مما أدى إلى معارك دموية أسفرت عن مقتل أكثر من 400 مقاتل ومدني.

وقال دوتيرت فى خطاب متلفز: إن "القوات لا تعتزم قتل المدنيين ولكنهم لا يترددون في مقاتلة المتطرفين لان هناك مدنيين". وأضاف: "من واجب المدنيين الفرار أو السعي للحصول على مكان آمن". واكد للقوات انه سيحارب من اجل منع محاكماتهم بسبب الوفيات العرضية، سوف نواجه الاتهامات، وأحيانا المذبحة، كما تعلمون في استخدام الرصاص، قد يقتل ثلاثة إلى أربعة أشخاص، لا تتوقفوا. حافظوا على الضغط عليه." واعتذر دوتيرت للقوات عن الخسائر العسكرية وقال انه كان يشعر بالحزن كل ليلة بينما كان يقرأ تقريرا عن مروي ويعلم "عدد الجنود التي فقدت هذا اليوم".

وكان قد أُعلن القانون العرفي في جنوب الفلبين للتعامل مع أزمة مراوي التي شن فيها مئات المسلحين هجومًا على المدينة التي يغلب عليها الطابع الإسلامي،، واستولوا على كاهن كاثوليكي وآخرون كرهائن، ورفعوا أعلاما سوداء على غرار داعش. وحذر من انه اذا تجمع المسلحون في مكان أخر، فانه سينظر في اتخاذ المزيد من الخطوات الطارئة، بما في ذلك تمكين القائمين على تنفيذ القانون من الاعتقال بدون مبرر. وفي أوامر مباشرة لقواته، قال: "أصدر لكم امرًا بقتل أي شخص يحمل بندقية، وليس جنديا أو شرطيا".

وقد أثارت هذه التصريحات قلق جماعات حقوق الأنسان التي أعربت بالفعل عن قلقها إزاء مقتل الألاف من تجار المخدرات المشتبه فيهم فى حملة ضد المخدرات غير المشروعة التي بدأها دوتيرت بعد توليه منصبه في يونيو/حزيران الماضي. ووصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" وصول دوتيرت العام الأول الى السلطة بأنه "كارثة ضد حقوق الإنسان".

وقال فليم كين، نائب مدير آسيا في في المنظمة: "تولى الرئيس دوتيرت منصبه واعدا بحماية حقوق الإنسان، لكنه قضى بدلا من ذلك عامه الأول في منصبه كمحرض شرير لحملة قتل غير قانونية". ونفى دوتيرت التستر على عمليات القتل خارج نطاق القضاء ولكنه هدد علنًا تجار المخدرات والارهابين بالقتل.

واذا ما تبين ان الجثث ال 17 التي اكتشفت في مراوي يوم الأربعاء هي جثث القرويين الذين قتلوا في الصراع، فان ذلك سيرفع عدد القتلى إلى 44 شخصًا ويصل إجمالي عدد الضحايا الى اكثر من 400. وكان قتل ما لا يقل عن 299 مسلحًا و 71 جنديا وشرطة في أعمال عنف في البلاد.