وزير الخارجية المصري سامح شكري

متجاهلة دعوات تركية للتفاوض بشأن الحدود البحرية معها في شرق المتوسط الغني بحقول الغاز، أبدت مصر، أمس، تطلعها لـ«سرعة تدشين تعاون مع اليونان في مجال الطاقة».ودخلت تركيا في عداء مع البلدين، بشأن التنقيب في شرق المتوسط، زاده توقيع مصر واليونان اتفاقية لترسيم حدودهما البحرية، في أغسطس (آب) الماضي، قوبلت باحتجاج تركي.وعقب استقباله نظيره اليوناني نيكوس دندياس، أمس، في القاهرة، أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري، «متانة العلاقات المصرية - اليونانية وأواصر الصداقة التي تجمع البلدين على كل الأصعدة».ووفق المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، تناول الجانبان خلال مباحثاتهما سُبل تطوير مجالات التعاون بين الدولتين، كما تباحثا حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُتبادل.
وأكد شكري، بحسب بيان الخارجية، «اهتمام مصر بتيسير تدفق الاستثمارات اليونانية إلى مصر وتذليل العقبات التي قد تواجه شركاتها في مصر، فضلاً عن دعم التعاون السياحي بين البلدين، بالإضافة إلى تطلع مصر لسرعة تدشين تعاون بين الدولتين في مجال الطاقة».وأبدى شكري ودندياس ترحيبهما بمستوى التشاور السياسي بين الدولتين لتنسيق المواقف تجاه كل التطورات التي تشهدها المنطقة.
وأظهرت أعمال التنقيب في منطقة شرق المتوسط، خلال السنوات الماضية، العثور على احتياطات ضخمة للغاز، بينها حقل «ظهر» المصري، ونتج عن تلك الاكتشافات تعاون وثيق بين مصر واليونان وقبرص، فيما أثار قلق تركيا، التي تحتل الشطر الشمالي من قبرص منذ عام 1974.ويأتي الحديث المصري عن أهمية العلاقات مع اليونان، في مقابل تجاهل رسمي مصري تام لدعوات تركية متكررة على مدار الأيام الماضية، للتفاوض معها بشأن ترسيم الحدود البحرية.
وأعربت تركيا عن استعدادها للتفاوض مع مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية معها في شرق المتوسط الغني بالنفط. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، في مؤتمر صحافي بأنقرة الأسبوع الماضي: «بناء على سير العلاقات، يمكننا التفاوض مع مصر بشأن مناطق الصلاحية البحرية وتوقيع اتفاق معها بهذا الخصوص».
كما أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أمس، أنه يمكن فتح صفحة جديدة في علاقة تركيا مع مصر وعدد من دول الخليج، «للمساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين». وضمن سلسلة الرسائل التركية، سبق أن أعرب السفير التركي في الدوحة، محمد مصطفى كوكصو، عن تفاؤل بلاده بتحسن العلاقات مع مصر رغم استمرار التوتر السياسي بين الطرفين». وتوترت العلاقات بين أنقرة والقاهرة بشكل خاص منذ 2013، عند عزل الرئيس المصري محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي تدعمها تركيا».
وعقدت قبرص واليونان ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا والأراضي الفلسطينية في عام 2019 «منتدى غاز شرق المتوسط» دون دعوة تركيا.من جهة أخرى، أجرى نيكوس دندياس وزير الخارجية اليوناني، لقاء في القاهرة أمس، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة إن أبو الغيط رحب بزيارة وزير الخارجية، مؤكداً حرص الجامعة على الحفاظ على العلاقة الممتدة والمتميزة التي تربطها مع اليونان التي تمثل إحدى الدول المهمة في إطار الاتحاد الأوروبي والنشطة في ساحة العلاقات الدولية، آخذاً في الاعتبار أوجه التعاون المتعددة التي تربط الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومواقف اليونان التقليدية المساندة للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف المصدر أن اللقاء تناول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل الارتقاء بالعلاقات بين اليونان والجامعة ودولها الأعضاء على كل الأصعدة خلال المرحلة المقبلة، بما في ذلك في سبيل دعم جهود الأمن والاستقرار والتنمية وتسوية الأزمات في المنطقة العربية.وأكد الأمين العام أهمية العمل على إنشاء آلية تعاون لتعزيز العلاقات العربية اليونانية والحفاظ على دورية التشاور السياسي من أجل تنسيق المواقف في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

قد يهمك أيضًا:

شكري يؤكد تطلع مصر لمزيد من تعميق وتطوير علاقات التعاون مع أوكرانيا

مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر والسودان في القاهرة غدًا / الثلاثاء