توقفت الحركة السياحية بالكامل داخل مدينة بورسعيد المصرية ( المدخل الشمالي لقناة السويس والواقعة على ساحل البحر المتوسط) تماما وتسببت أحداث الاحتجاجات التي شهدتها المدينة في أول الأسبوع الماضي في إلغاء الشركات السياحية حجوزاتها بالفنادق والقرى السياحية . وتعرضت بورسعيد لموجة من أحداث العنف والاحتجاجات والفوضى بدأت منذ السبت 26 يناير الماضي، بعد أن حكم القضاء المصري بإحالة أوراق 21 متهم من بورسعيد لمفتي الجمهورية تميدا لإعدامهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ "مذبحة بورسعيد"، والتي راح ضحيتها 72 شخص في فبراير/ شباط 2012، لكن هذه الاحتجاجات أخذت في الانحسار بشكل نهائي منذ مطلع الأسبوع الجاري. وأحجمت السفن السياحية القادمة إلى ميناء بورسعيد عن الدخول للميناء وغيرت خطوط سير رحلاتها خوفا من تجدد الاشتباكات وتدهور الاوضاع الأمنية  . ووفقا للإحصائيات الرسمية الصادرة عن البوابة الالكترونية لمحافظة بورسعيد، فإنها تمتلك 8 فنادق مطلة على البحر المتوسط وقناة السويس مصنفه بين فئات الخمس وحتى الثلاثة نجوم بطاقة فندقية تقدر بنحو 438 غرفة وتوجد ببورسعيد 7 قرى سياحية مطلة على طول ساحل البحر المتوسط وعلى مسافة تمتد لأكثر من 5 كيلو مترات. والسياحة في بورسعيد واحدة من أهم ركائز النشاط الاقتصادي، وشهدت تلك المدينة تطورا في الخدمات السياحية مع افتتاح سلسلة من القرى السياحية والمطاعم على شاطئ البحر المتوسط خلال السنوات الأخيرة . وقال محمود رمزي نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة ببورسعيد لمراسلة وكالة الأناضول "الوضع السياحي ببورسعيد متوقف تماما.. السفن السياحية كان مقررا لها أن تصل بورسعيد خلال شهري ديسمبر/ كانون الأول، ويناير/ كانون الثاني الماضيين غيرت خطوط سير رحلتها مع بدء تدهور الاوضاع الأمنية بالمدنية ". وأكد أن نسبة الإشغالات بالفنادق والقرى السياحية لا تتعدى 5% خلال الفترة الحالية، وأن هيئة السياحة بالتنسيق مع مجمع إعلام بورسعيد بدأت تنفيذ خطة لتوعية الشباب وأهالي بورسعيد بخطورة الوضع الاقتصادي الحالي الذي تعيشه المدينة لإعداد الخطط البديلة في استعادة النشاط السياحي . وقال مصطفى غندور مدير شركة بورسعيد للسياحة أن نسبة السياحة انخفضت في بورسعيد لأكثر من 50% منذ عام تقريبا تزامنا مع أحداث التراس الأهلي بإستاد بورسعيد (المعروف إعلاميا بمذبحة بورسعيد وراح ضحيتها نحو 72 شخص)، ومع تفاقمت الأزمة وموجة العنف الأخيرة التي شهدتها المدينة، تراجعت نسبة الإشغال بنحو 95%". وأشار إلى أن موسم السياحة الداخلية خلال عطلة نصف العام الدراسي، والتي تنتهي مع نهاية الأسبوع الجاري، توقف تماما مع سوء الأوضاع الأمنية. وقال إن أكثر من 50 الف عامل بالقطاع السياحي ببورسعيد توقفت أعمالهم تماما بالإضافة لتوقف الانشطة التجارية التكميلية القائمة على حركة السياحة، كل هؤلاء مهددون بالتشرد وفقدان وظائفهم وأعمالهم حال استمرار الأوضاع بهذا السوء. ويقول هشام صادق مدير قرية كناري السياحية ببورسعيد في مكالمة هاتفية لمراسلة الاناضول "الحجوزات السياحية التي كان مقررة في عطلة نصف العام تم الغاءها بسبب الأحداث التي شهدتها المدينة مؤخرا"، واكد ان الحركة السياحية حاليا داخل المنشأة الفندقية والقرى السياحية تكاد تكون معدومة تماما. واستعادت الحركة المصرية والشركات الاستثمارية نشاطها في بورسعيد كاملا مع بداية الأسبوع الجاري بعد تعطلها عن العمل لأكثر من 7 أيام متواصلة على أثر الاحتجاجات التي شهدتها المدينة في أول الأسبوع الماضي وراح ضحيتها نحو 48 قتيلا .