تستعد المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ لإطلاق مسابقة "المِيَنّى" للأطفال في الفترة من 15 إلى 17 مايو القادم. وتهدف هذه المسابقة إلى تعزيز الموروث القطري البحري لدى الناشئة واستحضار ذكرى الأجداد وفاءً لبطولاتهم وتجاربهم. وتضم هذه المسابقة مجموعة من الفرق، يتكون كل واحد منها من 8 أطفال تتراوح أعمارهم من 10 إلى 16سنة حيث يرافق كل فريق نوخذة ومجدمي ورضيف على أن تكون الانطلاقة من شاطئ كتارا يوم الخميس 15 مايو الساعة 4.30 عصرا إلى الهير المحدّد حيث سيقيم الأطفال صلاة المغرب تليها ندوة دينية سيقدمها أحد الشيوخ ثم يبدأ الأطفال بتجهيز وجبة العشاء ليبيتوا في البحر ويستيقظوا على صلاة الفجر ليؤدوا الفرض ثم تبدأ فترة الغوص والتي ستستمر لساعتين تليها استراحة فإقامة صلاة الظهر لتنطلق الفترة الثانية للغوص بعد صلاة العصر وتستمر لساعتين أيضا. وإثر صلاة المغرب سيتلقى الأطفال درسا دينيا يلقيه أحد المشايخ .  أما في اليوم الثالث للمسابقة، فسيبدأ فلق المحار وذلك بعد صلاة الفجر، تليه فترة قصيرة للغوص تستمر لساعتين ثم يتم الاستعداد للقفال(العودة).ولن يتم اختيار فائزين في هذه المسابقة حيث إنّ الهدف منها تعليمي بحت وبذلك سيتم تكريم جميع المشاركين فيها. وأكد الدكتور خالد السليطي مدير عام /كتارا/ في تعليق له على هذه المسابقة،" حرص المؤسسة على إحياء التراث البحري القطري الأصيل بكل تفاصيله سواء على مستوى الفعاليات والمهرجانات وحتى على مستوى الألفاظ والمصطلحات التي تعود إلى المخزون اللغوي القطري العريق الذي نعمل على استحضاره وإحيائه حتى لا يندثر بفعل تغير نمط الحياة وتطورها". وأشار إلى" أنه تم استحضار، من خلال مناسبات سابقة، كلمة سنيار و لِشته واليوم نعمل على تسليط الضوء على المِينَّى من خلال هذه المسابقة وذلك ضمن ثنائية المصطلح والمضمون أي أنّ اسم المسابقة يدل عليها كما يعيدنا بالذاكرة إلى الماضي الأصيل خاصة في ما يتعلق بالموروث البحري القطري". وقال "سنسعى إلى إنجاح هذه المسابقة ونحن على ثقة بإذن الله أنها ستلقى الإقبال الكبير من قبل أبنائنا لأننا على ثقة أنهم يتلهفون دوما ليتعرفوا ويستكشفوا حياة الأجداد. ولعلنا هنا نستدل على كلامنا بما شاهدناه في النسخة الثالثة لبطولة سنيار للغوص والصيد والتي شارك فيها عدد كبير من الأطفال والشباب بجانب أولياء أمورهم". ودعا الدكتور خالد السليطي أولياء الأمور والآباء إلى" تسجيل أبنائهم الراغبين في خوض غمار هذه المسابقة، نظرا لما لها من فوائد وأهداف تعليمية جمّة فهي تعمل على تعزيز الأخلاق الفاضلة بينهم بإذكاء روح التعاون والتشارك إضافة إلى تعويدهم الاعتماد على الذات وتدبر أمور حياتهم اليومية. ويتضح ذلك من خلال تجهيز الأطفال بأنفسهم لأكلهم وتنظيمهم لمعيشتهم طيلة فترة المسابقة وإقامتهم على ظهر المحمل. كما لا يمكن أن نغفل عن ما لهذه المناسبة من مآثر دينية إذ أنه سيتم تعليم الأطفال كيفية إقامة الصلاة إلى جانب ما سيتلقونه من دروس دينية من شأنها أن تعمق فهمهم للحياة وترسخه بما يتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف ومقومات هويتنا الوطنية".