انطلقت فعاليات ندوة " الحفاظ على التراث العمراني.. التراث الحي في المدن الإسلامية" التي تنظمها إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بالتعاون مع المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم- الشارقة). واكد عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة خلال افتتاح الندوة التي تستمر يومين بقاعة دار الندوة اهمية النتائج الايجابية التي ستوصي بها هذه الندوة وغيرها من الملتقيات التي تنظمها إدارة التراث بالدائرة . ومن جانبه قال الدكتور زكي أصلان مدير المركز الاقليمي للحفاظ على التراث الثقافي في الوطن العربي (ايكروم-الشارقة) ان هذا الملتقى يأتي في سياق اهتمام صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يولي أهمية خاصة للمخاطر التي تتعرض لها المدن الاسلامية من فقدان لأصالتها وصلة لسكانها الذين يشكلون أساسا لما يسمى بالتراث الحي الذي يتوجب علينا الحفاظ عليه كالمباني فهو الرافد الأساس للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمدن التاريخية في المنطقة . وأشار الى ان الندوة ستتناول محورين رئيسيين يشكلان أساساً في الوصول إلى أفضل النتائج في حفظ التراث الثقافي الأول هو مفهوم الحفاظ العمراني المناطقي المتكامل أو مايعرف بالحفاظ المتكامل والمنبثق من فكرة أن الحفاظ العمراني لايمكن أن يتم بنجاح بدون اِعتبارات التنمية المتكاملة وللأسف لم يُطبّق هذا المفهوم بعد على نطاق واسع في المنطقة العربية . أما المحور الثاني الذي سيتم بحثه في اليوم الثاني للندوة فهو التنمية المستدامة التي تركز على الحاجة إلى الموازنة بين النمو الاِجتماعي في الأماكن ذات الصبغة الثقافية التراثية من جهة ومحيطها العمراني من جهة أخرى. من جانبه اشاد الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الاقليمى للتراث العالمي في البحرين بدعم صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة لانشاء مركز آثار بالتعاون بين المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) وحكومة الشارقة حيث يُعنى المركز بالحفاظ على التراث الثقافي في الوطن العربي . وأضاف إن هذا المركز هو اِمتداد لبرنامج آثار الذي أطلقته منظمة إيكروم في العام 2004 وهو منذ ذلك الحين مكرس لتحقيق غايات حماية التراث الثقافي في الوطن العربي ونشر الوعي بأهميته على مستوى العالم ومساعدة الآخرين لفهم التاريخ الغني الذي أفرز هذا التراث الثقافي المتميز . وتحدث الدكتور أمير باشيك رئيس قسم العمارة في مركز دراسات التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية عن إمكانيات وفرص تنمية التراث الحي بناءً على تجربته الشخصية في كل من مدن إسطنبول وسمرقند وموستار الغنية بالتاريخ والتراث الثقافي حيث تختلف هذه المدن من حيث حجمها وتطورها وقدم كل منها كمثال حالة دراسية لإغناء الندوة. وألقى الأستاذ هاني هنيدي مستشار مركز التراث العمراني الوطني في السعودية ورقة بعنوان (المدن التاريخية في السعودية) تحدث فيها عن تجربة المملكة الرائدة في إدارة المدن و ابراز الوجه الحضاري فيها. وفي ختام اليوم الاول للندوة تحدثت الأستاذة فايقة البيجاوي خبيرة التراث في إدارة الثقافة وحماية التراث بالمنظمة العربية للتربية والثقافة و العلوم (السيسكو) في ورقتها حول تجربتها في برنامج حماية مدينة تونس في الإطار السياسي للمنظمة العربية للتراث والثقافة والعلوم. وتأتي هذه الندوة ضمن فعاليات الاِحتفال بالشارقة عاصمةً للثقافة الإسلامية للعام 2014 وهي تشكل ملتقىً لأصحاب العلاقة وأصحاب الخبرة لتبادُل الرؤى وتوحيد وجهات النظر بهدف التوصل إلى آليات التخطيط المناسبة لتطبيق منهجيات الإدارة التي تركّز على المجتمع المحلي وتضمن اِستمرار الحياة الاِجتماعية القويمة في المدن الإسلامية. وتستهدف الندوة من خلال جلساتها التركيز على مشروع تنمية قلب الشارقة الذي يركز على إعادة إحياة المنطقة التراثية في مدينة الشارقة حيث تركز أوراق عمل اليوم الأول عل مفاهيم التراث الحي عبر محاضرات تعريفية وزيارة ميدانية للمنطقة التراثية في الشارقة. ويشارك في الندوة كل من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي- البحرين ومنظمة التربية والثقافة والعلوم (أليكسو) ومركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) والمركز الوطني للتراث المبني (المملكة العربية السعودية) والمجلس الوطني للسياحة والآثار في الإمارات العربية المتحدة والجامعة الأميريكية في الشارقة وهيئة أبوظبي للسياحة والتراث الثقافي وبلدية دبي