من الرائع أن تجد فن النحت الذى كاد أن يختفى، يعود بقوة من جديد، وتعود له روحه، بفضل مشاركة 5 من الشباب المصرى هذا العام فى سيمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت فى دورته الـ"19"، و3 آخرون مشاركون بورشة عمل السيمبوزيوم. فكان الفنان الكبير آدم حنين قومسير عام السيمبوزيوم، حزيًنا بشدة لأن الفن الذى يحافظ على حضارة مصر القديمة، يكاد يندثر، لكن هذا العام اختلف الأمر بالنسبة له، عندما رأى الشباب الدءوب يعمل باجتهاد وحب وينحت الجرانيت ليخلق منحوتات غاية فى الإبداع تتعايش فى سلام مع الصخور الطبيعية فى المتحف المفتوح بأسوان، فوصف هؤلاء الشباب بأنهم فنانو المستقبل، معلنًا عن أمله وعدم خوفه على فن النحت فى ظل وجود هؤلاء الشباب. والمدهش أنه فى هذ الدورة من السيموزيوم شارك 5 عشاق مصريون لفن النحت، هم الفنانون "أحمد موسى، إسلام عبادة، أكرم المجدوب، كمال الفقى، ومحمد صبرى". وأما أحمد موسى، الذى يعتبر مشاركته بسيمبوزيوم أسوان هو إعادة شحن فنية وإبداعية بعيدًا عن ضوضاء المدينة؛ قدم هذا العام للجنة اختيار الأعمال ثلاث تصورات مختلفة، ولحسن حظه، تم اختيار التصور الأقرب لرغبته، إذ تعامل مع قطعة ضخمة من الجرانيت الأحمر، ولكنها ضخامة محببة لنفسه، وتحمس لها من الوهلة الأولى. الأمر اختلف بالنسبة للفنان "إسلام عبادة" ففى تجربة جديدة بالنسبة له يعبر "عبادة" عن حالة من حالات الترقب يعيشها المجتمع المصرى حالياً فى عمل من الجرانيت. فقرر إسلام عبادة، هذا العام الخروج من تيمة البورتريه التى يفضلها، وتقديم عمل جديد يرى أنه لن يستطيع تقديمه إلا من خلال السيمبوزيوم وإمكاناته، فتناول فى عمله طائر البومة فى حالة من حالات الترقب، وهى تمثل انعكاسًا للحالة التى يعيشها الشعب المصرى منتظرًا ما تحمل له الأيام القادمة. الفنان "أكرم المجدوب" الذى لا يدخر جهدًا أو فكرًا لتطوير المتحف المفتوح الذى حلم بافتتاحه منذ سنوات، إذ قطع شوطًا كبيرًا على مدار السنوات الماضية فى تجهيز المتحف، وكان حريصًا على الحفاظ على الطبيعة الجبلية للمكان، وخلق اتصال دائم بين الزائر والجبل. عاشق النحت المصرى الرابع هو الفنان "كمال الفقى" إذ يقدم إبداعه من خلال عمل مبنى على فكرة استلهام روح الماضي، ولكن بشكل فنى معاصر، فيقدم الشخصية المصرية الأصلية بصلابتها ورقيها. ويرى كمال الفقى، أن المشاركة فى سيمبوزيوم أسوان هو حلم كل نحات مصرى، لما يتوافر به إمكانيات لا تتوافر للفنان فى الظروف الطبيعية، من الجرانيت والأدوات والمساعدين أصحاب الخبرة. والجميل فى الأمر أن الفنان الخامس وهو "محمد صبرى" عمل بجد فى ورشة السيمبوزيوم العام الماضى، متمنيًا المشاركة هذا العام، وقد تحققت أمنيته. قدم "صبرى" فى الورشة العام الماضى عملاً من الجرانيت الأحمر يصور إخناتون ناظراً إلى الشمس، واستطاع بهذا العمل ترك بصمة، فعاد ليشارك كفنان أساسى فى سيمبوزيوم هذا العام، إذ قدم فى هذه الدورة عملا بعنوان "الشاهد" والعمل مبنى على فكرة جلوس المصرى القديم وهو جسد غير متكامل بلا رأس أو أقدام، ومرتكز على أريكة، وبه خطوط متداخلة، وكأن كل حدث يؤثر فيه.