في إطار فعاليات معرض الإسكندرية للكتاب الذي تقيمه هيئة الكتاب برئاسة أحمد مجاهد، على مسرح محمد عبد الوهاب، عقدت ندوة لمناقشة المجموعة القصصيّة "ممرات سريّة للفرح" لـ حنان سعيد، وشارك فيها الأدباء محمد عطية، محمد عبد الوارث، أحمد المصري. وأكّد محمد عبد الوارث "أنّ هذه المجموعة القصصية تضم 30 قصة قصيرة، والعنوان يعبر عن أهمية العتبات الأولية واللغة البسيطة التي تعبر عن معاني النص والسرد في المجموعة وقد اختارت الكاتبة العنوان بدقة شديد". وأوضح أحمد المصري "يعد العنوان أهم العتبات الأولية التي بواسطتها تتمكن من أعماق النص وفضاءاته الرمزية المتشابكة باعتباره نصاً موازياً أو مفتاحاً لفك شفرة النص فعنوان هذه المجموعة قد اختير بعناية شديدة ليكون معبرًا بالفعل عن مضمون المجموعة القصصيّة، وهو عنوان يوحى بأن الفرح عزيز والوصول إليه صعب ولا يكون إلا عبر ممرات سريّة لا يعرفها إلا أقل القليل من الناس، وحين نترك العنوان وننتقل إلى المتن، فإننا نجد اهتماماً واضحاً بالعواطف الإنسانية والكشف عنها في مواقفها المختلفة من حب وغيرة وغدر وخيبة وانكسار وفوز، وهو ما منح شخصياتها القصصيّة سمات خاصة، فهي شخصيات حساسة إلى حد الإفراط وذات طموحات عريضة وعاطفة قويّة وحس إنساني يجعلها هشّة سريعة الغضب والانكسار إلى جانب كون هذه الشخصيات غالبًا ما تبدو واعية". وذكر المصري أنّ "السمات التي يكشف عنها النص السردي لـ حنان سعيد امتلاك، وعي واضح بالثقافة السيكولوجية التي أفادت منها في فهم دواخل الشخصيات والبوح بها بعد تأمل سلوكيات تلك الشخصيات وتحليل دوافعها وتشخيص عقدها النفسية، سواء في ذلك التعويض نتيجة الفقد أو الحرمان أو الكبت مثلما نرى في قصة فضل التي تتحدث عن شخص عانى الحرمان والكبت في صغره وظل أسيراً له في كبره غير قادر على التمرد عليه أو الوصول إليه، وحاولت حنان في مجموعتها القصصية ممرات سرية للفرح أن تقدم نصوصها السردية من خلال عدد من التقنيات والأساليب الفنية وأن تعالج موضوعاتها عبر رؤى فنية واقعية وأخري تجريبيّة". وأكّد محمد عطية أنّ "مجموعة ممرات سرية للفرح تقوم على الشاعرية المضفرة بالحس التشكيلي البصري الذي يحول كل المفردات إلى منمنمات تشكيلية حية تتشكل مع النفس بالمشاعر المتناقضة التي تقضى إلى حالات من الشجن والأرق والقلق الوجودي والتماس بقاع بعيدة تلتقط فيها الروح أنفاسها وتتحرر قليلاً وهى النزعة التي نراها جلية في غير موضع من مواضع السرد في نصوصها المختزلة التي تتراوح بين كل تلك الحالات المشتبكة بالألم سواء من داخل الذات أو من الخارج". وعن عنوان المجموعة، أشار عطية إلى "أنه يجسد هنا ملمحًا هامًا من دائرة الألم إلى دائرة الفرح من خلال نصوص المجموعة التي تشهد بقدرات الكاتبة على امتصاص هذه التركيبة التي تصنع منها نصها القصصي بآلية تعتمدها للتأثير على قنوات التلقي، وتأتى براعة الوصف متضافرة مع عنصر التشكيل البصري واللغوي وحدة سردية لا تنفصل دالة على الاستغراق في الحالة الإنسانية".