قال الدكتور نبيل طعمة إن السوريين أسهموا عبر الحقب كافة في صناعة التاريخ وجميعهم كانوا سادة تملؤهم النخوة والمروءة وقيم العدالة والتسامح وأدركوا بعلومهم أن الوسطية لغة جمع ونبع حياة وصيغة حب. وأضاف في محاضرة له ألقاها مساء اليوم في المركز الثقافي في كفرسوسة بعنوان "التكفير والوهابية" أن من يحيط بنا وسم بالتابع الذي هو العبد لذلك استمروا على ما هم عليه فلا يمكن أن نرتجي منهم إلا ما هو على شاكلتهم فهم لا يدركون أن المؤمن الحر بوطنه لا يكفر وعلى من يقومون بالتكفير أن يفهموا أن الإنسانية لا تعترف بالفردية بل تؤمن بالعمل الجماعي والتنوع الجمالي الذي لا يمكن له أن يظهر إلا من خلال التعاون. وبين طعمة أن كلمتي التكفير والوهابية متلازمتان فهما مرتبطتان بالمعنى ولهما غاية واحدة وهي اصطياد إيمان الإنسان بالحياة أي اصطياد الإنسان لأخيه الإنسان موضحا أن الله كلي الوجود محيط كامل لا يمكن لأي كان أن يجزأه أو يستأثر به. فالوهابية بحسب طعمة يعمل أهلها على إلغاء ثقافة وإيمان المذاهب الأخرى فهي من اجتهاد الغرب الإنكليزي منذ بدايات القرن السابع عشر على شخصية تدعي محمد بن عبد الوهاب المتحول إلى مؤسس لهذا المذهب والإرادة المبتغاة منه تدمير الفكر الإسلامي الوسيط السمح ومحو الآخر بإرهابه عبر تعاليم متشددة وخطرة على الفكر الإسلامي وعلى العالم أجمع لافتا إلى أن وراء هذا النزوع هو "همفري" الذي رمى بذلك إلى تكفير كل المسلمين وإباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وبيعهم في أسواق النخاسة وجعلهم عبيدا ونساؤهم جوار وغيرها من المعتقدات المعادية للإنسان. وبين طعمة أنه تتكالب على وطننا الغالي الآن هذه القوى التكفيرية والقوى الاستعمارية التي عملت على صنعتها من خلال فكي الكماشة التي تتكون من الإسلامية الشيطانية والوهابية التكفيرية للقضاء على القيم النبيلة والديانة المحمدية الصحيحة. ورأى طعمة ان سورية هي قلب العروبة النابض وأصل الحضارة وتتميز بتلون شعبها وتماسكه لذلك هي عصية على كل من يحاول النيل منها وهذا قد رآه المستعمرون وأعوانهم من خلال تماسك الشعب السوري ضد الاستعمار الفرنسي والعثماني كما يتجلى هذا الموقف المشرف الآن. وقدم الدكتور معن صلاح الدين علي محافظ القنيطرة درعا لنبيل طعمة يمثل محافظة القنيطرة وشهادة تقدير وأيقونة مليئة بتراب من أرض القنيطرة نظرا لمواقفه الوطنية وكتاباته التي تواجه النزوع التكفيري والأطماع الاستعمارية واستمراره بذلك حتى الثلاثاء. ثم ألقى صلاح الدين علي كلمة عبر فيها عن تقديره العميق لمواقف وكتابات الأديب طعمة في هذه المرحلة الصعبة التي تعبر عن مواقف الشعب السوري ومثقفيه الرافضة لكل من يحاول النيل من سورية وحضارتها وثقافتها. وأوضح الدكتور نزار بني رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي في اتحاد الكتاب العرب أن مثل هذه المحاضرات تسلط الضوء على نوايا الوهابيين التي أسسها الاستعمار البريطاني وقام بدعمها الأمريكيون وغيرهم ممن يبيتون الشر لسورية وللأمة العربية مشددا على ضرورة الإكثار من مثل هذه المحاضرات نظرا لما تحتويه على أثر إيجابي لمجتمعاتنا التي تتصدى لأخطر هجمة شر على وطننا.