احتفلت الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بإبداعات نخبة من الفنانين القطريين الأوائل من مؤسسي الحركة التشكيلية المعاصرة في قطر من أصحاب التجارب البصرية الجادة والمتميزة التي رسخت تواجدها الداعم والمؤثر في مسيرة الحركة التي تمكنت من المحافظة على استمرارية تقدمها ومواكبتها لمستجدات العصر بفضل تراكم الخبرات والجهود المخلصة لتلك النخبة الرائدة، الذين جاءت إبداعاتهم محملة بالعديد من القيم الجمالية والمفاهيمية والإنسانية، وبالتالي كانت نبراساً أضاء الطريق للآخرين. وحسب الترتيب الأبجدي لأسماء الفنانين المحتفى بهم نبدأ بقراءة أعمال الفنان أحمد السبيعي- صاحب الخبرة الطويلة والمتنوعة، ما بين الرسم والتصوير والنحت والتصميم الجرافيكي وصب المعادن، حيث تحفل إبداعاته بانتمائها الكامل إلى كل ما له علاقة بالمفردات التراثية البكر في البيئة المحلية، وللفنان العديد من الإنجازات الفنية المجتمعية كتصميم جداريات بعض الأنفاق وعمل بعض النصب التذكارية، وهو صاحب تصميم شعار الجمعية القطرية للفنون التشكيلية وغيرها من الإنجازات. ومن بين المحتفى بهم الفنان الراحل جاسم زيني المولود بالدوحة عام 1942، وهو أول قطري يتم ابتعاثه لدراسة الفن خارج قطر، حيث وهب حياته للإبداع البصري، بحيث لا يُذكر الفن التشكيلي القطري إلا ومعه جاسم زيني الفنان والإنسان الممتلئ بالطيبة والتسامح وعمق الفكرة وجمال الصياغة، وجميعها قيم إنسانية وجمالية راقية رافقت مسيرته الثرية بإنجازاتها الإبداعية ويستطيع المشاهد والباحث أن يتعرف على كل تلك القيم بتأمل وتفحص أسطح إبداعات الفنان.