يشهد الرواق المغربي بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" إقبالا جماهيريا كبيرا على فعالياته المتنوعة، والتي انطلقت في 26 ديسمبر الماضي وتختتم يوم الأحد المقبل. وسجلت هذه التظاهرة الثقافية مشاركة ما يزيد عن 55 حرفيا وفنانا في مجالات مختلفة كالرسم، والخطّ، والغناء والفلكلور، حيث شارك في مجال الحرف 17 حرفيا تقليديا جاؤوا من مختلف أقاليم المملكة المغربية ليقدموا معروضاتهم التي تكشف ما يتمتع به المغرب من إرث حضاري عريق ومتنوع يتناسب مع خصوصيات كل جهة لتشمل الأعمال الحرفية مجالات عدة منها الفخار والزربية إضافة إلى التطريز، الخشب، صناعة الزيوت الروحية، الملابس التقليدية، الدمشقيات، الخط المغربي والنقش بالحناء. كما تضمن أسبوع الحرف المغربية فقرات غنية نجحت في إطلاع الزوار على العادات المغربية الأصيلة ومنها ما يتعلق بالعرس المغربي الذي إن توحد في أبرز أركانه إلا أن تفاصيله تختلف من جهة إلى أخرى، بجانب فقرات عرض الأزياء المغربية والتي تعرف من خلالها الحضور على آخر ما وصلت إليه الموضة في ما يتعلق بـ "القفطان المغربي" وغيره. وكانت هذه التظاهرة فرصة قيمة اطّلع من خلالها الجمهور على صورة مصغرة عما يعرفه جامع الفنا (الذي يعتبر أشهر ساحة في مدينة مراكش ) من نوادر وطرائف مستمدة من التراث الشعبي المغربي وذلك عند التقائهم فيما يعرف بالحلقة التي أسست لفن شعبي عريق اعتمد طويلا على الحكي وبراعة الإيماء والتشخيص ليجمع بين الفكاهة والحكمة والفرجة. وعلاوة على ذلك، استمتع الحضور بالأهازيج الفلكلورية المغربية حيث تختلف الرقصات باختلاف ما سيتم عزفه بالاعتماد على آلات موسيقية متنوعة وفقا لتنوع الآلات الموسيقية التي تختلف بدورها من جهة إلى أخرى، وفي هذا الإطار، تعرف الزوار على فرقتين موسيقيتين هما كناوة والحضرة العرايشية إذ تنتمي الأولى إلى الجنوب المغربي حيث تفخر بإرثها الإفريقي لتمزج بين ما هو موسيقي وبين ما هو روحاني صوفي، في حين تنتمي الثانية إلى الشمال المغربي وهي تقدم التراث الغنائي النسائي الذي ينفرد به شمال المغرب ويتميز بألحان إيقاعية. يذكر أن هذا الرواق يجسد استراتيجية الحي الثقافي الساعية إلى تعزيز التبادل الثقافي، حيث يسعى القائمون عليه إلى تسليط الضوء على الحرف المغربية الأصيلة وما تكتنزه من مهارة وإبداع يكشف براعة الحرفيين خاصة في مجال المعمار التقليدي إضافة إلى روائع التحف الفخارية والنحاسية والحلي والأثاث المغربي.