جمعت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية نحو مئة صورة فوتوغرافية في معرضها السنوي العام للتصوير الفوتوغرافي في دورته الثانية والثلاثين، والذي افتتحه مساء أمس الأول معالي محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي بحضور أعضاء المجلس التنفيذي للجمعية وعدد من الفنانين المشاركين والمهتمين. المشاركة ويشارك في المعرض الذي يستمر بمقر الجمعية في الشارقة إلى السادس من الشهر المقبل، أربعة وثلاثين مصوراً، من المحترفين والهواة، مع حضور مميز للمرأة، من خلال مشاركة عشرين مصورة في معظمهن إماراتيات مثل خولة الحواي، ريم الحمادي، إيمان الزرعوني، وسواهن. وقد قاربن في تصاويرهن الأشكال والألوان والمواقع الدالة على الهوية الإماراتية المنفتحة على سبل التحضر والحداثة مع التمسك بالمورثات الثقافية والاجتماعية، وهو ما يمكن أن تعبر عنه صورة لمركب صنعه الخيال الشعبي بمواد بسيطة، وقد توسط بحيرة تبرق أنوار سلسلة البنايات الحديثة المنتشرة من حولها على سطحها اللمّاع، وترينا الصورة البعد الجمالي الممكن في تلاقي الأصالة مع المعاصرة. وثمة في صورة للفنانة «قماشة الزعابي» عامل يضفر خيوط شبكة لصيد الأسماك، وقد بانت الشعيرات الدقيقة النابتة في جلد رجله الممدودة وتداخلت مع نسيج كتلة الخيوط المتشابكة بين يديه. ويبدو موضوع هذه الصورة مكرراً لدى العديد من المصورين، ولكنه في كل مرة يكسب قيمة مضافة كونه يحيل إلى مهنة تقادم عليها الزمن ولكنها لا زالت صامدة على ما حصل من طفرات تقنية في هذا الجانب، وشأن الفن دائماً هو أن يلاحق مثل هذه القصص والموضوعات لما تمثله من قيمة ثقافية وفلكلورية. وتجد «المساجد» دائماً مكانتها المميزة في كثير من المعارض المماثلة، لما تثيره، شكلا وموضوعا، من دلالات ذات صلة بالقداسة أو لما تمتاز به من علو أو هندسة معمارية دقيقة تجتذب أعين المصورين على رغم من إنها مستهلكة بكثرة، وفي هذا المعرض تبدو صورة مسجد «النور» التي التقطها مصطفى يوسف مميزة فعلاً فهي تظهر المسجد كاملاً ضمن زوايا كادرها وقد بدا مشعاً بفضل الحلول الضوئية الملونة التي أضفاها عليه أحد فناني «مهرجان أضواء الشارقة»، بحيث ظهر المسجد وتفاصيله الهندسية مثل قطعة فسيفساء متعددة الأبعاد وقد تموضعت في موقع مركزي وسط حلقة واسعة من أضواء المدينة الحديثة. مفردات إماراتية