أعلن بيت الشعر في المغرب عن منح جائزة الاركانة العالمية في دورتها الثامنة للشاعر الفرنسي إيف بونفوا. وأفاد بلاغ لبيت الشعر أن جائزة الأركانة العالمية للشعر للعام 2013، آلت، بإجماع أعضاء لجنة التحكيم، إلى الشاعر الفرنسي إيف بونفوا "الذي منح الإنسانية، من خلال تجربته الفريدة، شعرا ذا بعد إنساني عميق". وأبرز أنه ، من خلال هذه الجائزة، يحتفي بإيف بونفوا شاعر الحكمة والتجديد، الذي "تمكن عبر أعماله الشعرية والنقدية، منذ انضمامه إلى السورياليين الفرنسيين إلى اليوم، من تجسيد صورة الشاعر الحقيقي المهووس بكتابة لا تخلو من المخاطر والتحديات". وأشادت المؤسسة بتجربة هذا الشاعر الفذ "الذي يقاوم في الآن نفسه غواية اللغة و إغراء اللامنتهى، من جهة، وكمال العالم الذي يفتنه، من جهة أخرى" معتبرة أن هذه الزاوية الحرجة التي يتخذ منها إيف بونفوا مكانا لصوته تجعل شعره يتأرجح بين القول الشعري والتأمل النظري، فيظل وثيق الصلة بأشياء الحياة البسيطة حيث يغدو فضاء انبجاس الشعر فضاء يتجدد فيه الواقع عبر كيمياء الكلمات. وتابع بيت الشعر في عرض حيثيات منح الجائزة للشاعر الفرنسي، أن إيف بونفوا "اشتغل بجهد كبير على اللغة كمادة ليخلق منها شعرا يمنحه تفردا وعمقا خاصين. فرغم الانبهار باللامرئي فهو لا يتغاضى عن دينامية الحسي كما تتجلى في آنية وبساطة الأشياء. إنه شاعر الحضور بامتياز، فهو يعبر بشعره عن ذاته بالقرب من الكائن والأشياء. وبعد مراحل من الارتياب والعراك، ومن التخلي والقبول، فإنه يحتفي اليوم ببيان القول". وأثنى بيت الشعر على تجربة هذا الشاعر الذي أصر دوما على قياس قوته و ضعفه كإنسان. أكثر من ذلك، فهو أثبت قدرته على أن يجعل من كل كلمة حدثا، بل وجودا له. وخلص بيت الشعر الى أن درس الأمل الذي يقدمه إيف بونفوا، دون قصد أو عن دراية، في شكل أشبه باحتفالية الهبة والعطاء، هو أن "الشعر هو الذي ينقذ الإرث الإنساني من الضياع، إذ بدونه فهو منذور حتما للضياع". وقد تشكلت لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي تمنح سنويا، بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة، من الشاعر عبد المجيد بنجلون، رئيسا، ومن الأعضاء الناقد عبد الرحمن طنكول، والشعراء دانييل لوفيرس ، حسن نجمي، نجيب خداري، رشيد المومني ورشيد خالص.