أكد الناقد الأدبي الدكتور يسري عبد الله أن شعر أحمد فؤاد نجم يحيل إلى ما يعرف بـ"جدل السياسي والجمالي"، فالشاعر المعروف بنضاله ضد كل القيم الاستهلاكية لم يتوان لحظة في الدفاع عن البسطاء والمهمشين، ومن ثم كان صوتا حقيقيا لهم، معبرا عن لحظات البهجة والانكسار، والأمل والتعاسة، والأماني والهواجس والأحلام الكبرى. وأضاف يسري عبد الله في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أنه ومثلما كان "نجم" نموذجا لذلك المثقف العضوي المنغمس في واقعه، والمشتبك مع قضايا أمته، كان أيضا نموذجا لذلك الشاعر الشعبي ابن الشفاهية، والمنحاز إلى قيم الجماعة الشعبية، فداعبت نصوصه الوجدان الجمعي للجماهير المصرية، وأصبح صوتا للفقراء يتسم بالصدق الفني، كما أصبحت مواقفه السياسية تكريسا لموقفه الشعري المقاوم، والواقف بثبات في خندق كل ما هو إنساني، ووطني، وتقدمي، ونبيل، وكاشفا كل أقنعة الزيف السياسي التي ارتداها أذناب التبعية الأمريكية، والرجعية المتأسلمة التي تسعى لخنق الإبداع ومحاصرته دوما. وأضاف أنه بعد أسبوع من رحيل الشاعر المناضل، تبدو الحياة أقل بهاء، وتبدو الخسارة فادحة لثقافة المقاومة ضد الرجعية والاستبداد، فنجم لم يكن مجرد رمزا لفكرة الشاعر الشعبي المنتمي إلى ناسه فحسب، ولكنه كان أيضا صوتا لكل المقموعين والمنسحقين، وكان صوتا للثورة المصرية ذاتها" يناير 2011، ويونيو 2013"، عبر عن الفقراء وكتبهم في نصوصه، وقاوم النمط الاستهلاكي في الحياة المصرية، وعارض السياسات الرأسمالية المتوحشة التي اختطها السادات، وقاوم رجعية التيار الديني، وتحالفه المخزي مع قوى الاستعمار العالمي. واختتم عبد الله بالتشديد على أن أحمد فؤاد نجم كان ابنا للبساطة الآسرة، والوعي المقاوم، والحياة التي ترفض اليأس والاستسلام.