أشاد فنانون من بلدان الساحل مصادقة منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة (يونسكو) يوم الجمعة الماضي بإنشاء مركز الجزائر الدولي لحماية التراث الثقافي الإفريقي غير المادي و أعربوا عن أملهم في أن "يكون عمليا في أقرب الآجال". و على هامش المهرجان الدولي لأبالسة-تين هينان لفنون الأهاقار نوه هؤلاء الفنانون الذين يعتبرون موروث المجتمعات الإفريقية مصدر إلهام بإنشاء هذا المركز الذي يتكفل بالحفاظ على "تراث إفريقيا الهش" الذي ينتقل حاليا شفويا. و أعربت الفنانة المالية خايرة عربي العازفة على آلة الامزاد لوأج عن سعادتها لكونها تستطيع مستقبلا "وضع و نقل" في إطار منظم التراث غير المادي "الثري" الذي تسخر به مدينة مسقط رأسها تومبوكتو. و بعد أن حيت العمل الذي قامت به المؤسسات الجزائرية لحماية الامزاد قالت المطربة أنها "مستعدة للتعاون" مع المركز الجديد "فور فتحه". و اعتبرت مواطنتها فتيماتا واليت عومار عضو مؤسس للفرقة الموسيقية المالية تارتيت أن هذا المركز يشكل "مكسبا ثمينا" بالنسبة للثقافات الإفريقية و خاصة للطوارق الذين يعتبرونه "اعترافا دوليا للثروة و تنوع التراث الإفريقي غير المادي" الذي يعتبر تراث الطوارق جزء لا يتجزأ منه. و بدورها أعربت الفنانة التي أدخلت الامزاد للعالمية منذ عشرين سنة خلت عن استعدادها للتعاون مع المركز الذي تنتظر أن يهتم ب"كل البلدان" و كل الثقافات الإفريقية "دون استثناء". و من جهته أكد المطرب و الموسيقي البوركينابي عبد اللاي سيسي أن المركز يأتي "تتويجا لجهود" المواطنين الأفارقة عبر القارة الذين تمكنوا من المحافظة على تراث غير مادي ثمين لتعريفه للعالم بأسره. كما أعرب هذا الفنان عن أمله في أن يشارك في هذه "المغامرة" خدمة لإشعاع الثقافة الإفريقية المتنوعة. و قد صادقت الندوة العامة للدورة ال37 لليونسكو التي تتواصل أشغالها إلى غاية يوم الأربعاء المقبل بباريس نهائيا على إنشاء المركز الدولي للجزائر لحماية التراث الثقافي الإفريقي غير المادي. و سيشرف على تسيير هذا المركز الذي سيتولى أشغال البحث حول التراث الإفريقي غير المادي و تنظيم ندوات على المستوى الإفريقي بهذا الشأن إداريا من طرف الجزائر حيث سيزود بميزانية تمنحها الحكومة الجزائرية.