تطرق وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد يوم الإثنين بباريس خلال الدورة ال37 للندوة العامة للمنظمة الأممية إلى الخطوط العريضة لعمل الجزائر في مجال التربية و العلوم و الثقافة بالتعاون مع منظمة اليونسكو. و أكد الوزير خلال هذا اللقاء أن الجزائر التي أضحت "قطبا للإستقرار و التعاون" بالمنطقة و خارجها تعتزم مواصلة "جهودها البناءة" من أجل تعزيز القدرات الوطنية و البعد الإقليمي لمشاريع و برامج اليونسكو. و أشار السيد بابا أحمد إلى أن الجزائر التي حققت أهداف الألفية من أجل التنمية تسعى إلى مواصلة عملها في إطار المناقشات حول أجندة التنمية ل 2030 و إلى إحداث توزان في برامجها المتعلقة بالتنمية الإجتماعية و الإقتصادية من خلال "التكفل بالأبعاد الثقافية و التربوية و العلمية". و أوضح أن الجهود التي تبذلها الجزائر في إطار برنامج محو الأمية للكبار لا سيما النساء تندرج في هذا المسعى. و اغتنم السيد بابا أحمد هذه الفرصة للتذكير بالسياسة الإرادوية" للحكومة الجزائرية خلال الإنتخابات التشريعية لماي 2012 التي كرست 30 بالمئة من المقاعد بالمجلس الشعبي الوطني للمرأة مما سمح برفع تواجدها بالمجالس الولائية و البلدية بشكل ملموس. و أعلن الوزير في هذا السياق عن انعقاد في شهر ديسمبر القادم بالجزائر للندوة الدولية حول ترقية المرأة بمساهمة البرنامج الأممي الإنمائي مما يبرز إرادة الجزائر في ترقية دور المرأة في المجتمع و في السياسة. و فيما يخص برنامج الإصلاحات الموجه لتحسين التعليم أشار الوزير إلى أن هذا البرنامج من شأنه أن يضمن تكوينا بيداغوجيا ذو نوعية. و صرح في هذا الشأن "لا يمكن أن يكون لدينا منظومة تربوية ذات نوعية إذا لم نوفر للأستاذ الوسائل البيداغوجية و العلمية التي تسمح له بالتكفل بالطلبة على مستوى الجامعة" مضيفا أن نسبة التمدرس في الجزائر بلغت 5ر98 بالمئة. و اعتبر أن أهداف الألفية من أجل التنمية تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للدول الإفريقية "بالنظر إلى "تحديات الإرهاب و الروابط المقامة مع شبكات تهريب المخدرات و الجريمة المنظمة". اعتبر الوزير أن ترقية التربية و الثقافة و العلوم تعد واقيا ضد تصاعد التطرف الأجنبي لقيمنا الدينية و الثقافية. و فيما يخص الحفاظ على التراث الثقافي المادي و اللامادي أوضح السيد بابا أحمد أن الجزائر قد صدقت على كافة الإتفاقيات الدولية و هي تستعد لإيداع ادوات التصديق معلنة بذلك عن إطلاق عملية التصديق على اتفاقية 1954 حول حماية التراث الثقافي في حال النزاعات المسلحة. و أوضح أن إنجاز متحف إفريقيا بالجزائر قد تمت مباشرته بمساهمة خبراء من اليونسكو مؤكدا أن هذه الهيئة الثقافية ستعزز مشروع إنشاء المركز الإقليمي لحماية التراث الثقافي اللامادي في إفريقيا. و على الصعيد الإقليمي أشار الوزير إلى أن الجزائر قدمت مساهمة فعالة من أجل إنشاء رابطة الأئمة و علماء الساحل في جانفي 2013 بالجزائر لترقية الطابع التسامحي في الإسلام و مكافحة الإيديولوجيات المتطرفة لا سيما تجاه الشباب. و تمثل الجزائر في هذه الدورة التي تعقد من 5 إلى 20 نوفمبر من قبل وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد. و يجمع هذا اللقاء كل الدول الاعضاء في المنظمة حول موضوع "تجند و مساهمة اليونسكو في أجندة ما بعد 2015 من خلال التربية و العلوم و الثقافة و الإتصال و الإعلام".