سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على نتيجة استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث حول مدى تأييد المسلمين لتطبيق الشريعة الإسلامية، قائلة إنه رغم مرور 14 قرنا لا تزال أغلبية المسلمين تتمسك بتطبيق النصوص السماوية القرآنية. ورصدت الصحيفة -في تعليق عبر موقعها الإلكتروني اليوم الاربعاء- تأييد الأغلبية الكاسحة من المسلمين في العديد من الدول التي شملها الاستطلاع، والبالغ عددها 38 دولة أوروبية وآسيوية وأفريقية وشرق أوسطية، لتطبيق الشريعة، على أن يقتصر ذلك على المسلمين، بحسب رأي الكثيرين ممن شملهم الاستطلاع. وأشارت إلى تفاوت وجهات نظر المشاركين في الاستطلاع حول تفسير أوجه معينة من الشريعة كتلك التي تتعلق بالطلاق وتنظيم الأسرة، كما رصدت رفض البعض للقوانين والعقوبات الأكثر صرامة. ومن بين هذه العقوبات الصارمة تأتي عقوبة تغيير الديانة بالقتل، ورصدت الصحيفة تأييد نسبة 78 بالمئة من مسلمي أفغانستان لتطبيق تلك العقوبة، فيما أيدتها نسبة 64 بالمئة من مسلمي مصر وباكستان، كما حصلت أيضا على تأييد الأغلبية المشاركة في ماليزيا والأردن وفلسطين. كما رصدت تدني هذا التأييد في عدد من الدول، بحسب الاستطلاع، مشيرة إلى أن حوالي 36 بالمئة من مسلمي بنجلاديش المشاركين بالاستطلاع أيدوا إنزال تلك العقوبة، فيما تراجعت هذه النسبة في تونس ولبنان. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى تمسك معظم المسلمين بالنصوص السماوية الواردة في هذا الشأن حتى الآن، على الرغم من تعاقب 14 قرنا من الزمان بات بعدها من المستحيل عمليا أن يمثل خروج فرد عن الإسلام، أو اعتناقه ديانة أخرى، تهديدا عمليا لهذا الدين. فيما علقت الصحيفة على تأييد الغالبية العظمى من المسلمين المشاركين في استطلاع "بيو" لحرية التدين؛ حيث أيدت ذلك نسبة 75 بالمئة من المصريين وما يزيد عن نسبة 95 بالمئة من الباكستانيين، معتبرة ذلك من قبيل التناقض الصارخ، وواصفة وجهة النظر هذه بالحصرية. واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن تأييد البعض لتطبيق الشريعة لا يعني بالضرورة أنهم يريدون العودة للعيش بأسلوب الخلافة الإسلامية قبل تسعة قرون خلت.