تنظم مكتبة الإسكندرية جلستها الشهرية للقراءة المسرحية باللغة العربية الأربعاء المقبل، حيث سيقرأ المشاركون مسرحية "الزهرة والجنزير" للكاتب محمد سلماوي، بعد إسناد كل شخصية من شخصيات المسرحية إلى أحد المشاركين.  تمثل مسرحية "الزهرة والجنزير" منعطفًا جديدًا في الكتابة المسرحية للكاتب، حيث تناقش التحولات الدرامية في الواقع المصري خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين من خلال ظاهرة ما كان يسمى بالإرهاب الديني المتطرف.  يتجه المؤلف للمرة الأولى إلى إنتاج ما يمكن تسميته بالمسرح البوليسي الذي يعتمد على إثارة المشاهد وتشويقه حتى اللحظات الأخيرة من المسرحية. أما عنصر العبث الذي يتميز به مسرح سلماوي فإنه ينتقل في هذا النص من مفردات الحوار وبناء الشخصيات إلى الموقف الدرامي الذي تقوم عليه المسرحية.  تبدأ أحداث المسرحية بالسيدة زهرة العائدة إلى منزلها بصحبة إحدى الفتيات المنتقبات التي أشارت إليها في الطريق كي تساعدها على الوصول إلى أحد الأماكن، تستضيف زهرة هذه الفتاة التي رأت فيها صورة ابنتها المتغيبة مع زوجها في السعودية، وتدخل معها المنزل لتكتشف أنها ليست إلا أحد الإرهابيين المتورطين في دماء المصريين، ولما حاول أفراد الأسرة الهروب هددهم تهديدا مباشرا بالقتل رغم توسلات الأسرة جميعها. ويقوم الإرهابي بالاتصال بالحكومة المصرية والاشتراط عليهم كي يقوم بإطلاق سراح الأسرة أن تقوم الحكومة بإطلاق سراح سبعة عشر إرهابيا متورطين في قضايا أمن دولة. ومن خلال معايشة الإرهابي للأسرة المتسامحة يرفض الرجل في النهاية قتل هذه الأسرة، ويتمرد على التعليمات التي وردت إليه، ويعلن لهم في النهاية تبرؤه من هذه الأفكار التي كان يعتنقها بعد اقترابه من "زهرة" ومعرفته بأن سلوكها السمح هو الترجمة العملية لسماحة الإسلام. وُيقتل محمد عن طريق جماعته في نهاية المسرحية، وتطلق زهرة صرختها المدوية في النهاية: "بلدي".