احتفلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونسكو) الثلاثاء في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس باليوم العالمي للغة العربية الذي تم اعتماده ضمن برنامج احتفالات المنظمة السنوي، لما لهذه اللغة من 'دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته'.وجاء في القرار -الذي اقترحته كل من مملكتي المغرب والسعودية- أن المجلس التنفيذي 'يدرك ما للغة العربية من دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، وأن هذه اللغة هي لغة اثنين وعشرين عضوا من الدول الأعضاء في اليونسكو، وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد على 422 مليون عربي ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف من المسلمين'.وكانت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام اعتمدت قرارا في 19 فبراير/شباط 2010 يقضي بالاحتفال بالأيام الدولية للغات الرسمية الست بالأمم المتحدة، وحدد 18 ديسمبر/كانون الأول يوما عالميا للغة العربية. وهو اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة اعتماد العربية لغة رسمية ولغة عمل لها قبل 37 عاما. ويتم إحياء فعاليات هذا اليوم في اليونسكو بالتعاون ما بين رئيسة المجموعة العربية سفيرة المغرب باليونسكو زهور العلوي، والمديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، وزياد عبد الله الدريس نائب رئيس المجلس التنفيذي باليونسكو سفير الرياض لدى المنظمة.وقامت السعودية بتمويل الاحتفال بهذا اليوم، بينما تم رفع شعار الاحتفال وهو عبارة عن لوحة تحمل شارة اليونسكو وتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول محاطا بأحرف عربية.وذكرت اليونسكو، بهذه المناسبة، بضرورة التعاون على أوسع نطاق بين الشعوب من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري بما ينسجم مع ما ورد بالميثاق التأسيسي للمنظمة وما يتواكب وتطلعاتها. من جهته اعتبر الدريس أن هذا اليوم 'يركز على التنوع اللغوي والثقافي وعلى التوأمة القائمة بينهما' مشيدا 'بالعمق الحضاري والجمالي للغة العربية'.ولفت إلى تنوع أنشطة اليوم لتتراوح بين 'النشاط الفكري المنبري والنشاط الفني' وأثنى على الحضور باليونسكو والذي 'لم يكن محصورا بالعرب، وهذا ما كنا نخشاه، لكن المشاركة كانت من العرب ومن غير العرب'. وتضمنت فعاليات الاحتفال في جزئها الصباحي ندوتين تناولت أولاها 'علاقة اللغة العربية باللغات الأخرى' تبعتها ندوة حول 'آلية نشر ودعم اللغة العربية' بمشاركة عدد من المختصين، بينما خصصت فترة بعد الظهر للقراءات الشعرية والموسيقى والأغاني العربية. وتشجع اليونسكو وزارات الثقافة والتربية والتعليم والإعلام بالبلدان العربية والإسلامية على القيام بأنشطة خاصة بالعربية في مثل هذا اليوم. وستشرف المنظمة مستقبلا على متابعة الأنشطة وتمويلها عن طريق المجموعة العربية لدى اليونسكو.وأوضح السفير السعودي لوكالة الصحافة الفرنسية أن توسيع أنشطة هذا اليوم سيكون على جدول أعمال اجتماعات المجموعة العربية المقبل.