صدر حديثا رواية "ظلمة يائيل" للكاتب اليمني محمد الغربي عمران وهي الرواية التي حصلت قبل نشرها على جائزة الطيب صالح السودانية في الرواية العام الماضي، ونشرت ضمن سلسلة "إبداع عربي" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب وتهتم بنشر الإبداع العربي وقضاياه للكتاب العرب من غير المصريين. ويتناول الكاتب في روايته التي تقع في أكثر من 450 صفحة عوالم أسطورية وأحداثا غامضة ومواقف مبهمة، من خلال الراوي "جوذر" الذي يروي في مخطوطته كل ما عاشه وعايشه منذ طفولته وحتى صباه وشبابه، مسجلا في مخطوطته و التي يكتشفها أحد العاملين في دار المخطوطات والكتب بصنعاء حياة أفراد مجتمعه في ذلك الزمن الموغل في غموضه، والصراع الرهيب والاقتتال المتواصل على الحكم، وما تعرض له من سجن وتشرد بسبب مهنته كخطاط ونقاش.. ثم رحلته للبحث عن حبيبته "شوذب"، بعد خروجه من السراديب المظلمة عقب استيلاء أتباع المذهب الباطني على صنعاء (الصليحيون)، ليرحل باحثا عنها وعن أمه، متنقلا مع القوافل من بلد إلى آخر، إلى أن يصل إلى مكة عبر جبال عسير. وينتقل "جوذر" من طور إلى آخر، راويا ما يصادفه من عقبات ومشاكل. وخلال رحلته إلى مكة، تتداخل الرؤى والأفكار بين بحثه عن حبيبته وبحثه عن يقين الله، ليعود من مكة خائبا عبر تهامة إلى صنعاء، تائها بين الشك واليقين، ليكتشف غربته عما حوله وعن نفسه، وقد تداخل الحب بالإيمان بالفناء. والروائي محمد الغربي عمران.. باحث في التاريخ المعاصر، كتب القصة والرواية، وتجربته عميقة مثيرة للجدل بسبب الموضوعات التي يطرحها ، وله خمس مجموعات قصصية: "الشراشف" 1997، "الظل العاري" 1998، "حريم أعزكم الله" 2000، "ختان بلقيس" 2003، "مارة سوداء" 2004. أما في مجال الرواية، فأصدر عام 2010 روايته "مصحف أحمر"، وأخيرا "ظلمة يائيل". يذكر أن سلسلة "إبداع عربي" صدر فيها من قبل ، رواية "رماد مريم" للروائي الجزائري واسيني الأعرج، وكتاب "الرواية العربية ورهان التجديد" للناقد المغربي محمد برادة، وديوان "لست جرحا ولا خنجرا" للشاعر البحريني قاسم حداد، وديوان "موتى يجرون السماء" للشاعر الفلسطيني موسى حوامدة.