القاهرة - مصر اليوم
قال الدكتور محمد فكري خضر نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات إن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، صاحب المشروع التنويري الكبير لنشر ثقافة السلام ومواجهة التطرف والإرهاب، خاصة وأنه وسط هذا العالم الذي يموج بالصراعات والاضطراب، لا يزال يحمل على عاتقه رسالة الإسلام والسلام ليثبت في كل موقف أنه صمام الأمان لهذا المجتمع بشكل خاص والعالم العربي والإسلامي بوجه عام.
وأضاف خضر في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدراسات الإسلامية للبنات بالإسكندرية، والذي عقد بعنوان: «الأزهر والتحديات المعاصرة في ضوء أحاديث الإمام الطيب وتصريحاته» أن توليه مشيخة الأزهر في التاسع عشر من شهر مارس لعام ألفين وعشرة، وهو يسعى في بقاع الأرض ناشرًا الصورة الصحيحة للدين الإسلامي شرقًا وغربًا، ولا يدخر وقتًا ولا جهدًا ، إيمانًا منه بأهمية دور الأزهر بوصفه بيت العلم والعلماء، وموئل المفكرين والرواد، ومجدد الثقافة الإسلامية الخالدة، والقبلة المعرفية والفقهية التي يفد إليها في كل عام الآف الطلاب من كل فج عميق.
وأوضح أن قضية تجديد الخطاب الديني شغلت أذهان كثير من الناس ودار حولها خلاف كبير، غير أن فضيلة الإمام الأكبر له وجهة نظر واضحة في هذه القضية، هي أن التجديد ضرورة شرعية حتمية عند علماء الأزهر، ولا يمكن أن يجحده من له دراية بعلوم شريعتنا السمحة، وإذا لم نجدد نكون مخالفين لتعاليم ديننا الحنيف ويكفينا من ذلك حيث النبي – صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا».
وتابع أن فضيلة الإمام الأكبر أولى عدة قضايا اهتماما كبيرًا مثل " المرأة" والتي تقع ضمن رؤية الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الشأن، حيث دعا لاتخاذ جمع الإجراءات والحقوق التي تضمن حق الفتيات في التعليم الكامل والكرامة وكافة حقوقهن التي كفلها الإسلام" .. مشيرا إلى أن شيخ الأزهر اهتم بالشباب وقضاياه لأنهم عماد هذه الأمة ومستقبلها المشرق، وهم أصحاب الطموحات الواعدة والهمم البناءة، والتجارب الخصبة، وبالاهتمام بهم نخلق أجيالًا قادرة على صناعة مستقبل واعد لخدمة أوطانهم والإنسانية.
وأضاف خضر أن الإمام الأكبر أقام عددا من المشروعات الكبرى .. موضحا أنه في عام 2011 قام بإنشاء "بيت العائلة المصري"إيمانًا منه بقوة العلاقة التاريخية بين جناحي الوطن مسلمين ومسيحين.. مشيرا أيضا إلى الوثيقة التي أنشأها فضيلة الإمام في عام 2012م تحت مسمى: "منظومة الحريات الأساسية" لتحديد الموقف الإسلامي الداعم للحريات الأساسية كحرية العقيدة وحرية الرأي والتعبير وحرية البحث العلمي، فضلًا عن حرية الإبداع الفني والأدبي بما يتوافق مع الشرع والأعراف المجتمعية.
وأوضح أن شيخ الأزهر انشأ أيضا "مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية"، وذلك لتعزيز الصورة الإيجابية للإسلام ومكافحة الفكر الإرهابي المتطرف ودعم السلم المجتمعي، مشيرا إلى الوثيقة العالمية "وثيقة الأخوة الإنسانية" في عام 2019م، والتي تعد في حقيقة الأمر بكل بنودها ترسيخًا للقيم الإنسانية وصفعة للتنظيمات الإرهابية.
وأكد نائب رئيس الجامعة لفرع البنات أن جهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، جعلتنا نشعر بالفخر والاعتزاز، ونشرف بانتمائنا لمؤسسة الأزهر الشريف، موضحا أن هذا المؤتمر يعد حلقة في سلسلة كبرى للعديد من المؤتمرات تتناول دور تلك المؤسسة العريقة، وتبرز تلك الجهود المبذولة للحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية.. داعيا إلى تكاتف كل الجهود لإظهار مدى الجودة التي يتمتع بها الأزهر في الحفاظ على الدين وثوابته، وتوحيد كلمة الناس تحت راية واحدة يُنبذ فيها الخلاف والتشتت.
وأوضح فكري أن أهمية هذا المؤتمر تأتي من أهمية المحور الذي يدور حوله وهو التباحث حول دور مؤسسة الأزهر الشريف، في مواجهة التحديات المعاصرة من خلال أحاديث شخصيةٍ تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصص، صاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعددة، إلى جانب ذلك هي شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو والتطرف، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار والدفاع
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وفد الأزهر الشريف يلتقي مفتي نيجيريا ويستعرض الجهود التعليمية ومواجهة التطرف
وكيل الأزهر الشريف محمد الضويني يكرم الخريجين والمتفوقين من الطلبة الإندونيسيين