مكتبة الإسكندرية

نظمت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز القدس للدراسات السياسية ورشة عمل بعنوان "التعليم الديني ودوره في محاربة التطرف"، وذلك في العاصمة الأردنية عمَّان، أمس السبت، افتتح الورشة كل من  رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية في مكتبة الإسكندرية، الدكتور خالد عزب، ومدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، الأستاذ عريب الرنتاوي؛ وشارك فيها عدد كبير من الخبراء والباحثين.    
 
وأكد الدكتور خالد عزب في الجلسة الافتتاحية أن عجز التعليم الحكومي عن تلبية احتياجات الشباب، والتواصل معهم؛ نتيجة اعتماده على أسلوب التلقين بدلاً من التحليل النقدي، هو السبب الأساسي وراء ظهور تيار تعليمي متطرف موازي للتعليم الرسمي للدولة، يستند بشكل أساسي إلى أفكار تمت صياغتها في سياق زمني ومكاني مخالف لما نحن عليه اليوم، الأمر الذي أصبح يمثل خطرًا حقيقيَّا على شبابنا العربي، ويتطلب من مؤسساتنا المحلية والإقليمية، حتمية التدخل السريع لحمايتهم من الوقوع فريسة في يد التنظيمات المتطرفة.
 
ومن جانبه، أشاد الأستاذ عريب الرنتاوي؛ مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، بالتعاون المثمر والفعَّال بين كلٍّ من مكتبة الإسكندرية، ومركز القدس للدراسات السياسية في وضع استراتيجية لمجابهة التطرف من خلال اللقاءات التي تم تنظيمها على المستويين المحلي والإقليمي، لاسيما في ظل ظروف بالغة الصعوبة، تفتقر فيها أمتنا العربية إلى قيم التسامح وقبول الآخر.
 
وقد تضمنت ورشة العمل ثلاث جلسات أساسية؛ استعرض المتحدثون خلالها العلاقة بين التعليم الديني وظاهرة التطرف في أربع دول عربية هي: الأردن، ومصر، والمغرب، وتونس. وتناولت الجلسة الأولى الحالة الأردنية، حيث قدم الدكتور عامر الحافي؛ أستاذ مشارك في مقارنة الأديان بجامعة آل البيت، ونائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية بالأردن، قراءة نقدية للتعليم الديني في الجامعات الأردنية، مشيرًا إلى أن تسييس الإصلاح الديني هو السبب الرئيسي وراء ظاهرة التطرف، كما تناول العلاقة بين الإصلاح الديني والإصلاح السياسي خاصةً فيما يتعلق بقضية "التعددية" مؤكدًا على أن الحديث عن التعددية في التعليم الديني لا يمكن أن يتم بدون وجود نظام سياسي ديمقراطي يؤمن بقيمة المواطنة.
 
وحصر الحافي أزمة التعليم الديني بالجامعات الأردنية في ثلاث إشكاليات أساسية؛ أولها غياب التعددية، وعدم احترام النسيج الاجتماعي، والخصوصية الوطنية، وثانيها الحرص على تعليم الطلاب "أحادية الحقيقة"، والتعامل مع النصوص الدينية على أنها مسلمات لا تقبل النقاش دون خلق مساحة للتفكير والتحليل، وثالثها تعميق النزعة الصراعية من خلال التركيز على الجوانب السلبية في العقائد الأخرى، ومقارنتها بمثالية تلك الأمور في العقيدة الإسلامية. كما حذر من خطورة تسلل الفكر المتطرف إلى الشارع بدون أي إطلاع أو فكر.