ندوة في المغرب توضح العلاقة بين الشعر والسينام

ينظم بيت الشعر في المغرب وجمعية نقاد السينما بالمغرب، يومي 8 و9 نوفمبر المقبل بالرباط، ندوة وطنية لاستجلاء علاقة "مثيرة للالتباس" بين الشعر والسينما.
 
ويرى المنظمون، في ورقة تقديمية للندوة، أن تطور نظريات التلقي وتقدم الدراسات السيميائية للظواهر الفنية، وما عرفته كذلك اللغة الشعرية من تحولات كبيرة أغنت إوالياتها وشفراتها، مثلما وسعت مفهوم الشعر في حد ذاته، ومع تطور الاتجاهات والمدارس السينمائية في العالم، وانزياح عدد من المخرجين وكتاب السيناريو عن المألوف، كل هذه العوامل، جعلت بوسع المهتمين "فتح ما انغلق من حدود التمييز بين الأنواع الأدبية والفنية"، وأتاحت فرص التقليص من معيارية لغات التواصل، مما فسح المجال "لاختلاط الحدود بين الفنون وتحقيق تواصل وتبادل فعالين بينها".
 
ووفق بيت الشعر وجمعية نقاد السينما بالمغرب فقد صار بالاستطاعة الحديث عن إمكانية الربط بين الشعر والسينما، حيث أصبح بمقدور النقاد والدارسين من الطرفين (الشعر والسينما) الحديث عن فيلم مليء باللقطات الشعرية والصور الفنية، أو عن قصيدة تكثر من استخدام المونتاج والتقطيع ومختلف التقنيات المعتمدة عادة في مجال السينما.

اقرأ أيضا :  

رحيل فارس الترجمة والشعر المصري بشير السباعي

 
ويبقى الهدف من تنظيم ندوة وطنية حول الشعر والسينما هو "السعي إلى جمع ثلة من المهتمين بالشعر والسينما والباحثين في مختلف الفنون، من أجل مضاعفة زوايا النظر، وفحص طرائق استفادة الشعر من فن السينما وتقنياتها التعبيرية واستدماج ذلك في مكوناته الفنية الدالة، وبالمقابل استكناه تحول الشعر مادة سائغة تستوعبها لغات السينما وتقنياتها، من أجل بناء أفلام بقوافي مرئية ومجازات ضاربة في أقاصي الجمال والحلم".
 
ولتحقيق هذا الهدف يقترح المنظمون للندوة على المشاركين في الجلسات العلمية محاولة الإجابة على أسئلة من قبيل "ما الذي يسوغ قيام علاقة تأثير وتأثر بين الشعر والسينما، رغم أنهما يبدوان متباعدين من حيث أدواتهما ووسائلهما التعبيرية؟" و"هل يقوم الفيلم (الشعري) على إواليات فنية حقيقية بانية لشعريته، أم أن شعريته متأتية من محض اجتهادات القراءات التأويلية المنفتحة على مختلف المرجعيات الفنية والثقافية والفلسفية؟" و"ما حدود التشابه والاختلاف بين التصوير في الشعر والتصوير في السينما؟" و" ما الذي استفاده الشعر من الفن السينمائي الذي تجاوز ظهوره في العصر الحديث قرنا من الزمن؟ وهل يمكن الحديث عن أفق مستقبلي منشود للتبادل والتعاون بين الشعراء والسينمائيين؟".
 
وستتمحور أشغال الندوة عموما حول ثلاثة محاور رئيسية هي "الشعر والسينما ... المتخيل المشترك (مداخل نظرية....)" و" سينمائية الشعر (طرائق الاستثمار وتقنياته: التصوير، زوايا النظر، التقطيع والمونتاج.......)" و"شعرية السينما (مقاربات نقدية لنماذج فيلمية)" إضافة إلى مائدة مستديرة حول (الشعر والسينما).