رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك

صرح رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك الثلاثاء ان قطع الغاز الروسي عن اوكرانيا الذي من شأنه ان يهدد امدادات اوروبا "لا يزال واردا" معربا في الوقت نفسه عن امله في التوصل الى اتفاق بحلول نهاية الاسبوع.
وقال ياتسينيوك امام البرلمان ان "قطع الغاز الروسي لا يزال واردا. روسيا ستشن الحرب على اوكرانيا عبر كل الوسائل بما يشمل سلاح الغاز". واضاف "نامل في انهاء المفاوضات مع غازبروم خلال هذا الاسبوع".
وبعد فشل مفاوضات الاثنين في بروكسل بين وزيري الطاقة الروسي والاوكراني، اعلن رئيس الحكومة ان مفاوضات تجري الثلاثاء في برلين بين مدير عام غازبروم الكسي ميلر ونفتوغاز اندريه كوبوليف.
وتهدد غازبروم بالانتقال الى نظام دفع مسبق اذا لم تسدد اوكرانيا دينها البالغ عدة مليارات دولار. وتحتج كييف من جهتها على السعر المطبق منذ 1 نيسان/ابريل اثر وصول الموالين للغرب الى السلطة.
وقد امهلت روسيا الاثنين اوكرانيا اسبوعا اضافيا عندما ارجات حتى التاسع من حزيران/يونيو المهلة قبل بدء العمل بنظام الدفع المسبق للغاز تحت تهديد وقف التسليم مما يثير قلق اوروبا.
الا انه لم يتم التوصل الى اي اتفاق الاثنين في بروكسل بين روسيا واوكرانيا حول سعر الغاز الذي تشتريه كييف وتسديدها لديون الغاز، لكن المفاوضات تحقق تقدما. ومن المقرر عقد اجتماع جديد في الايام المقبلة، حسبما اعلن المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غونثر اوتينغر.
واعلن ياتسينيوك مرة اخرى ان اوكرانيا لن تدفع "ابدا" سعرا يقارب 500 دولار لكل الف متر مكعب الذي تطالب به موسكو. وقال "هذا ليس سعر السوق، انه سعر سياسي. ان مثل هذا السعر غير موجود في اي مكان اخر في اوروبا".
وعبر عن امله في التوصل الى اتفاق مع روسيا بحلول نهاية الاسبوع والا فان اوكرانيا تستعد للجوء الى محكمة التحكيم في ستوكهولم. واضاف "نامل في انهاء المفاوضات مع غازبروم خلال هذا الاسبوع".
وتابع رئيس الوزراء الاوكراني "اذا لم يوقع الاتفاق، فسنلاحق غازبروم قضائيا في ستوكهولم. والاجراء سيستمر عدة اشهر، او حتى سنوات لكننا لا نرى سبيلا اخر".
من جهة اخرى، قال ياتسينيوك ان التمرد في شرق اوكرانيا وخصوصا في معقل الانفصاليين سلافيانسك يؤخر مشروعا ضخما للغاز الصخري كانت كييف اطلقته لخفض اعتمادها على روسيا.
وتقع المدينة التي تشهد معارك طاحنة بين الجيش والانفصاليين، على حقل يوزيفسكا الذي وقعت المجموعة البريطانية الهولندية شل مع الدولة في 2013 عقدا هائلا للانتاج فيه.
وقال رئيس الوزراء "من الصعب للمستثمرين الاجانب انتاج الغاز على ارض سلافيانسك". واضاف ان "هناك مشاكل موقتة وهنا بالضبط تقع الاحتياطات الرئيسية للغاز الصخري".
ويرتدي المشروع اهمية مالية كبيرة بما ان الدولة الاوكرانية قدرت في بداية 2013 الاستثمارات الممكنة باكثر من عشرة مليارات دولار والانتاج بما بين عشرة مليارات وعشرين مليار متر مكعب سنويا.
كما يعد هذا المشروع الرمزي جدا، واحدا من مشاريع عديدة اطلقت في السنوات الاخيرة لخفض اعتماد البلاد على الغاز الروسي الذي يؤدي الى "حروب غاز" من وقت لآخر.
وكانت صحيفة دزيركالو ترينا عبرت مؤخرا عن استغرابها في سؤال طرحته على السفير الاميركي في اوكرانيا جوفري بيات عن "الصدفة الغربية" الممثلة بالدور المركزي لسلافيانسك في التمرد وموقعها في قلب حقل الغاز الصخري هذا.
لكن بيات استبعاد اي علاقة بين الامرين. وقال "اعتقد ان سبب وجود سلافيانسك في قلب هذه الاضطرابات هو (...) مشاكلها الاقتصادية".
أ ف ب