اتفق السودان وجمهورية جنوب السودان على تعيين مراقبين من الطرفين للعدادات في مواقع إنتاج النفط والنقاط الكبرى التي يمر بها نفط الجنوب انتهاءً بموانئ تصدير النفط في الأراضي السودانية. أعلن ذلك الأمين العام لوزارة النفط في السودان المهندس عوض عبد الفتاح في مؤتمر صحافي مشترك عُقد، مساء الخميس، في الخرطوم، مع نظيره وكيل وزارة النفط والمعادن في جنوب السودان مشار أشيك، في ختام محادثات مشتركة بدأت، الأربعاء، خصصت لتحضيرات استئناف تصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي والموانئ السودانية. وقال المسؤول السوداني إنه تم الاتفاق على تعيين مراقبين من الطرفين في مناطق الإنتاج والمناطق المفصلية للمعالجة والتصدير، وغيرها من المواقع، من أجل تعزيز الثقة والاطمئنان على أن الأمر يسير وفق رؤية مشتركة، وعلم ومعرفة تامة بكل ما يحيط بالعمل. ووصف وكيل وزارة النفط والمعادن الجنوبي المحادثات بأنها  اتسمت بالحيوية والجدية والشفافية، وعبر عن سعادته بانتهاء جولة المفاوضات الأولى لتنفيذ مصفوفة استئناف تصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي والموانئ السودانية في الخرطوم بنجاح، وينتظر أن تتواصل لقاءات الجانبين في عاصمة جنوب السودان مدينة جوبا، الاسبوع المقبل، كما أعلن في المؤتمر الصحافي أنه من المتوقع أن تصل في منتصف نيسان/ أبريل المقبل أول دفعة من النفط الجنوبي للأراضي السودانية، ومن المتوقع أن يبدأ التصدير بمائة وخمسين ألف برميل في اليوم، وتصل لثلاثمائة ألف برميل في اليوم في نهاية حزيران/ يونيو المقبل. وعن موضوع العمالة السودانية في شركات النفط العاملة في الجنوب وتاريخ عودتها لمباشرة عملها هناك قال وكيل وزارة النفط السودانية "إن الموضوع مرتبط بتنفيذ الاتفاقات الخاصة بحرية حركة المواطنين والتجارة، التي تم التوقيع عليها ضمن اتفاق التعاون المشترك". وكشف أن الشركات قد بدأت في إعداد القوائم التي يمكن تبادلها وهي تشمل قوائم سوادنيين عاملين في حقول ومواقع إنتاج النفط في الجنوب، كما أن هناك قوائم بعاملين من جنوب السودان يعملون في مواقع عمل النفط في السودان، كما اتفق الجانبان السوداني والجنوبي على معالجة قضية شركة "سودابت" النفطية (شركة سودانية استولت حكومة الجنوب على أصولها في الجنوب)، عبر الحوار. ورحب وزير النفط في جنوب السودان استيفن ديو بالخطوة، وقال في تصريحات، مساء الخميس، عبر الهاتف إلى "العرب اليوم": إن هذه هي الروح المطلوبة للتعاون بين البلدين"، وأضاف: هذه الروح كفيلة بتنفيذ كل ما اتفقنا عليه. هذا هو الوضع الطبيعي لعلاقاتنا. وكشف أن اتصالاته مع وفد بلاده في الخرطوم لم تنقطع، "لقد عكس لي الوفد الروح التي استُقبلوا بها في الخرطوم، فقد كانت  طيبة"، مؤكدًا أن وزارتي النفط في السودان وجنوب السودان لا بد أن يكونا على قدر المسؤولية وطموحات شعبيهما". وأوضح أن الاتصالات بشأن ملف البترول ستتواصل إلى أن يتدفق بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية. وناشد استيفن كل الأطراف التحلي بروح الثقة والصبر، والنظر بعين التفاؤل إلى المستقبل، وقال إن بلاده على المستوى الرسمي والشعبي ظلت حريصة على بناء علاقات قوية مع السودان. وأعلن جاهزية بلاده لاستئناف ضخ النفط عبر أراضي السودان، مشيرًا إلى جاهزية 4 حقول من الخطوط المنتجة للبترول في ولايتي الوحدة وأعالي النيل في الجنوب لاستئناف الضخ فورًا. وعبر في ختام تصريحاته عن أمله في أن تكتمل ترتيبات فتح الحدود وانسياب الحركة التجارية بين البلدين، وبما يسمح بحرية الحركة للمواطنين من وإلى جنوب السودان قريبًا جدًا.