رفض سكان شرق ليبيا حلا وسطا اقترحته الحكومة بتقسيم المؤسسة الوطنية للنفط في الدولة العضو بمنظمة أوبك، في الوقت الذي يزداد فيه الضغط الشعبي لمنح المنطقة الغنية بموارد الطاقة المزيد من السلطات مما قد يهدد الإنتاج بسبب الاحتجاجات. وتتخذ المؤسسة الوطنية من طرابلس مقرا. ومنذ نهاية الحرب عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي يطالب العاملون في الشرق بمزيد من السلطات في منطقة تحوي 80 بالمئة تقريبا من الثروة النفطية في ليبيا. واقترح وزير النفط الليبي عبد الباري العروسي تقسيم المؤسسة الوطنية إلى هيئة للاستكشاف والإنتاج مقرها العاصمة، وشركة للتكرير والبتروكيماويات في بنغازي. غير أن العاملين بقطاع النفط في الشرق ومنظمات المجتمع المدني يريدون نقل المؤسسة إلى بنغازي مهد الانتفاضة المناوئة للقذافي والمدينة التي بادرت فيها شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) أكبر شركات النفط في ليبيا باستئناف الإنتاج. وقالت تهاني محمد بن علي رئيسة اتحاد عمال أجوكو في بنغازي لرويترز 'لا نريد فرعا للمؤسسة الوطنية للنفط بل نريد المؤسسة بأكملها'. وتضم أجوكو نحو ستة آلاف موظف يعمل ثلثهم تقريبا في مقر الشركة بمدينة بنغازي. وأضافت تهاني 'شهدنا عدة احتجاجات... ولم نشهد أي إضرابات في الحقول حتى الآن ولكنهم قد يتحركون'. ويزيد الصراع على المؤسسة الوطنية للنفط من حالة السخط الواسعة في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، حيث يقول السكان إنهم لا يزالون يشعرون بالتهميش من جانب طرابلس. وافتقرت المنطقة الشرقية في ليبيا للأموال خلال حكم القذافي الذي استمر 42 عاما. وأدت الشكاوى الطويلة الأمد من حرمان المنطقة من حصتها العادلة من الثروات إلى مطالبات بهيكل سياسي اتحادي بدلا من حكم مركزي صارم. ويريد معارضو الاقتراح السيطرة على عمليات الاستكشاف والإنتاج، ويقولون إن مجال التكرير ينطوي على أنشطة تجارية أقل. وأشار سكان الشرق أمثال تهاني بن علي أيضا إلى الجذور التاريخية للمؤسسة الوطنية للنفط باعتبارها أحد الأسباب الرئيسية لرغبتهم في نقل المؤسسة إلى بنغازي. وكانت المؤسسة الليبية العامة للبترول التي حلت محلها المؤسسة الوطنية تأسست في بنغازي عام 1968. وأنشئت المؤسسة الوطنية للنفط في عام 1970 بعد عام من تولي القذافي السلطة في البلاد ثم نقلت إلى طرابلس. وقال عبد الحميد الحداد، رئيس لجنة الصناعة والنفط في المجلس المحلي بمدينة بنغازي، إن المجلس يتحمل مسؤولية السعي وراء استعادة المؤسسات التي نقلت إلى طرابلس مثل المؤسسة الوطنية للنفط.