أعرب الصوماليون عن قلقهم الشديد تجاه الخطوة الذي يقوم بها بنك "باركليز" البريطاني لإغلاق أرقام حسابات حوالات لشركات صومالية، وهو ما انتقدته  أيضا هيئات دولية واعتبرته قراراً خطيرا بسبب خوفها من تأثير ذلك على حيياة أسر صومالية تعتمد على ما يرسله ذووهم من أموال من بريطانيا.  وقالت رابطة الخدمات المالية الصومالية وهي مظلة تضم شركات مختصة في التحويلات المالية إن "إغلاق خدمة بنك باركليز في الصومال ستكون له "عواقب وخيمة" لأنه ليس هناك بدائل أخرى يتلقى الصوماليون عن طريقها مساعدات أهاليهم في المهجر. وطالبت الرابطة في بيان لها "الحكومة البريطانية ومسؤولي بنك باركليز بالتراجع عن وقف تعاونها مع الشركات الصومالية للحوالات المالية ، التي تمثل مصدر دخل مهم للصوماليين في الداخل". وكان من المقرر أن يعلن بنك باركليز عن إعلاق حسابات الشركات الصومالية أمس ، غير أنه أرجأ ذلك إلى الثلاثين من هذا الشهر. ويرسل الصوماليون في بريطانيا وحدهم مليون جنيه استرليني سنويا، فيما تبلغ المساعدات المالية التي يرسلها الصوماليون في المهجر مليار ومئتي ألف دولار أمريكي وفق إحصائية لصندق النقد الدولي عام 2011، وهو ما يفوق المساعدات الإنسانية التي حصلت عليها الصومال خلال الــ 5 سنوات الماضية من المجتمع الدولي. بدورها أعربت الحكومة الصومالية عن قلقها العميق تجاه هذه الخطوة، حيث قالت وزير الخارجية الصومالية ، فوزي حاج يوسف ، إن وقف تدفق أموال الصوماليين عن طريق الشركات الصومالية ، قد يعقّد حياتهم . وأضافت الوزيرة الصومالية ، أن حكومتها تبذل جهودا حثيثة لوقف هذا القرار بالتعاون مع السلطات البريطانية، مطالبة خلال جلسة نقاش لمجلس الوزراء الصومالي حول قرار البنك ، السلطات البريطانية بممارسة ضغوطات على إدارة البنك. وكان بنك باركليز قد ذكر قبل ثلاثة أشهر أنه سيوقف تعامله مع الحوالات الصومالية في العاشر من شهر أيلول\ سبتمبر الحالي قبل أن يعلن أمس تمديده القرار إلى الثلاثين من هذا الشهر. ويبرر البنك قراره خوفا من حصول عمليات غسيل الأموال عن طريق الشركات الصومالية.  وعلى المستوى الشعبي يتزايد الخوف من إغلاق أرقام حساب شركات التحويلات الصومالية، ويقول حسن معو مغترب صومالي في بريطانيا ، أن يعيل أسرة مكونة من ثمانية أشخاص في الصومال ، عن طريق تحويل الأموال إليهم من بريطانيا. وأضاف معو في حديث ل "مصر اليوم" ، أن هذا القرار قد يؤثر على حياة أسرته في الصومال ،داعيا السلطات البريطانيا إلى وقف هذا الإجراء الخطير حسب وصفه. وأشار معو إلى أنه وكغيره من الصومالييين في المهجر خلال العقدين الماضيين كانوا طوق نجاة لعائلاتهم في الصومال، محذرا من خطورة قرار البنك البريطاني. أما ديق فيدو أم صومالية تتلقى المصروفات المالية من الخارج ، فقالت إن ما يرسله ذوونا في الخارج ، يساعدنا على العيش ، حيث تغطي هذه الأموال تكاليف الأسرة من عيش وصحة وتعليم ، مشيرة إلى أن وقف هذه الأموال بمثابة فرض حصار اقتصادي خانق على ملايين الصوماليين.