الودائع البنكية

ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "الراي"، أن بنك الكويت المركزي يحضّر مشروع قانون سيؤدي إلى رفع الضمان الحكومي عن الودائع الذي تم إقراره في 2008، ضمن قانون تعزيز الاستقرار المالي، موضحة أن "ضمن مستهدفات القانون المرتقب استبدال ضمان كامل المبالغ المودعة بآخر يغطي سقفاً محدداً لكل عميل".وتقترب أرصدة الودائع في البنوك المحلية من 44.2 مليار دينار.

بينت المصادر أن توجه المركزي الكويتي بهذا الخصوص يرتبط بحزمة اعتبارات عالمية ومحلية، من بينها التصنيف السيادي للكويت، موضحة أنه "لوحظ في الفترة الأخيرة أن وكالات التصنيف العالمية تضع بين اعتباراتها أن الضمان الحكومي للودائع يشكل التزاماً على الدولة ما يمثل ضغوطاً على التصنيف السيادي وإن كان هذا الالتزام غير مباشر".

وذكرت أيضاً أن "هذه الوكالات تأخذ في اعتباراتها أن الدولة ستتكفل بدفع الودائع للعملاء في حال تعثرت بنوكها عن ذلك"، مبينة أن "هذه النظرة تضغط على التصنيف حتى لو كانت هذه الوكالات ترى استحالة حدوث ذلك، بحكم المتانة المالية التي تتمتع بها المصارف الكويتية وجدارتها الائتمانية".

ونوهت بأن المركزي يحسب حالياً بدقة عالية تكلفة رفع الضمان مقابل الإبقاء عليه، واتخاذ القرار الأنسب الذي سيمثل مصدات حماية للسوق وللبنوك في حال ما إذا كانت تكلفة الرفع أقل من الإبقاء على الضمان وتم إلغاؤه.

وقالت المصادر إن المركزي الكويتي يعمل ضمن دراسته على وضع نظام ضمان كبديل فعّال عن ضمانة الدولة، وإن هناك أكثر من تصور لذلك من بينها إنشاء هيئة أو صندوق يضمن بالتعاون مع البنوك جزءاً من ودائع العملاء، مشيرة إلى أن من التصورات المقترحة أيضاً أن تظل الدولة ضامنة لحد أدنى معين من الأموال بغض النظر عن قيمة الوديعة.

وبينت المصادر أن "اختيار العملاء للبنوك التي سيودعون فيها أموالهم مستقبلاً، سيعتمد في حال رفع ضمانة الدولة على اعتبارين رئيسيين، إما بناء على اسم البنك ومكانته، وإما لقيمة الفائدة التي سيحصلون عليها، ما يسمح برفع مستوى التنافسية بين البنوك المحلية".