نبهت شركة فيسبوك مساهميها إلى أن تكاليف تشغيل الشركة ستتصاعد خلال العام الجاري لترتفع بنحو 50%، في ظل توجه الشركة إلى تطوير قدراتها وتقنياتها لزيادة حصتها في سوق الإعلانات عبر الهواتف المحمولة. وتعليقا على ذلك، قال مؤسس فيسبوك ومديرها التنفيذي مارك زوكربيرغ إن شركته تبني وتؤسس لتحقيق أرباح على المدى الطويل.  ويأتي التنبيه بينما تراجعت أرباح فيسبوك 79% في الربع الأخير من العام الماضي إلى 64 مليون دولار فقط، وذلك في ظل ارتفاع كبير في المصاريف في نفس الفترة الربعية.  ومنذ طرحها للتداول العام في سوق الأسهم بوول ستريت منتصف مايو/أيار الماضي عندما بلغت قيمتها السوقية 104 مليارات دولار، تراجعت قيمة سهم الشركة، كما تتعرض لضغوط متزايدة لتفعيل نشاطها الدعائي على الأجهزة النقالة. وباتت المطالب من مستخدمي التكنولوجيا بتفعيل فيسبوك على الهواتف المحمولة الذكية تفوق طلب تفعيلها على أجهزة الكومبيوتر بشكل ملحوظ.  وكشفت فيسبوك -وهي أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، وعمرها ثماني سنوات-الأربعاء الماضي عن أن الربع الأخير من العام الماضي سجلت فيه الشركة مستوى أكثر من 1.06 مليار مستخدم دخل على موقع الشركة عبر أجهزة الموبايل، بدلا من التعامل عبر موقعها باستخدام أجهزة الكومبيوتر.  ورغم الإحباط الذي سببه تراجع أرباح فيسبوك لمساهميها بالربع الأخير، فإن المستثمرين أخذوا جرعة من التفاؤل بعدما أعلنت فيسبوك تسجيل قفزة نوعية في عائدات إعلانات عبر الهواتف المحمولة خلال نفس الفترة الربعية. فقد شكلت عائدات الإعلانات عبر الهواتف المحمولة لفيسبوك ما نسبته 23% من إجمالي عائدات الإعلانات للشركة التي بلغت قيمتها 1.33 مليار دولار في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي. وكانت عائدات الدعاية على الهواتف المحمولة قد شكلت في الربع الثالث من العام الماضي ما نسبته 13 % فقط لفيسبوك من إجمالي عائدات الدعاية التجارية.  والتحدي الذي تواجهه فيسبوك حاليا هو هل تتمكن من الحصول على عائدات من الدعاية عبر الهواتف المحمولة بحيث تعوض خسائرها الضخمة التي منيت بها في مايو/أيار الماضي؟ بعد تراجعها الكبير في سبتمبر/أيلول الماضي الذي أفقدها أكثر من 50% من قيمة أسهمها السوقية. تجدر الإشارة إلى أن سهم فيسبوك طرح بقيمة 38 دولارا في أول يوم لطرحه بالبورصة في مايو/أيار الماضي.