صورة روبوت فى حجم الذبابة

إجتاز روبوت مجنح بحجم الذبابة المنزلية أول اختبار طيران بنجاح منقطع النظير. ويزن الروبوت الصغير – الذي يتم تطويره منذ عشر سنوات ليكون أول نموذج إليكتروني لحشرة طائرة ويدعى "روبوبي" 80 ملليجرام، وتم تزويد بأجنحة تتحرك 120 مرة في الثانية. وقام فريق التطوير بتشغيل " روبوبي" والتحكم فيه عبر سلك، وتمكنوا من تحديد الاتجاهات التي يسلكها وهو يحلق في الهواء.
والمرجح أن يستخدم "روبوبي" مستقبلا في تطبيقات خاصة بالبحث، الإنقاذ، المراقبة، المتابعة البيئية كما يمكن استخدامه في تلقيح النباتات كبديل للنحل الحقيقي.
ومن المقرر في مرحلة قادمة من تطوير"روبوبي"، أن يُزود بعقل إليكتروني وبطارية خفيفة، بالإضافة إلى إضاءة تتناسب مع الغرض الذي يستخدم من أجله.
واستوحى المطورون تصميم "روبوبي" الدقيق من الطبيعة البيولوجية للحشرات الطائرة، حيث يعتمد على أجنة رقيقة للغاية وعضلات لتحريك هذه الأجنحة.
وتعتمد الأجنحة على محركات دقيقة مصنوعة من مادة تتحمل الجهد الكهربي، كما تمتد قطع من السيراميك، تبدأ في العمل بعد توصيل التيار الكهربائي.
وتوصل الأجنحة بهيكل مصنوع من ألياف الكربون يشبه إلى حدٍ كبيرٍ جسم الحشرات، تتدلى منه أرجل مصنوعة من السلك، ومثل أجنحة الطيور، تتحرك إلى الأمام والخلف وإلى أعلى وأسفل اعتمادًا على العضلات التي تربطها بالجسم.
ويقول أحد أعضاء فريق التطوير بكلية الهندسة بهارفارد أن الذباب يعتبر من أكثر المخلوقات عالية المهارات في الطيران والتحليق في الهواء، معتمدًا على مخ صغير، وهو يمثل مصدر الإلهام الذي استمد منه الباحثون فكرة "روبوبي"، فابتكر المهندسون عقل إليكتروني متناهي الصغر تم اختباره في 20 نسخة تجريبية من "روبوبي".
ويؤكد روبرت وود، رئيس الفريق البحثي بهندسة هارفارد على أنه رغم عدم الانتهاء من بعض مكونات "روبوبي"،مثل العقل الإليكتروني والإضاءة، إلا أنه واثق من قدرة الفريق وإمكانات المعمل التي طالما قدمت إنجازات فوق العادة من قبل.
ويكمن التحدي الذي يواجهه فريق "روبوبي" في أن الروبوت ذو الحجم الكبير يمكن تشغيله بمحركات إليكترومغناطيسية، أما بالنسبة للحجم الضئيل جدًا متناهي الصغر كان لابد من بديل، وهو ما تمكن الفريق من إيجاده بعد عناء، فنجح الفريق في تطوير محرك لا يستهلك أكثر من 19 ملليوات، وهي الطاقة اللازمة لطيران أي حشرة وحركتها.
ويمكن استخدام "روبوبي"في الكثير من التطبيقات الحديثة مثل الأجهزة الطبية الدقيقة.