"سفينة الفضاء 2" تقوم برحلتها التجريبية الأولى

قامت سفينة الفضاء "SpaceShipTwo" (سفينة الفضاء 2)، التي يدعمها السير ريتشارد بارسونز، برحلتها التجريبية الأولى، التي تعتبر أساسًا لما ستقوم به المركبة الفضائية الجديدة من رحلات في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام، لتتحول "فيرجين جالاتيك" للخطوط الجوية، من مجرد شركة طيران، إلى الشركة الأولى لرحلات الفضاء السياحية. وتُعد الرحلة التي قامت بها المركبة التجريبية الجديدة، على الرغم من أنها لم تخترق الغلاف الجوي، حدثًا غير مسبوقًا في تاريخ شركات الطيران، حيث وصلت المركبة إلى أعلى ارتفاع على الإطلاق، وهو الارتفاع غير المسبوق، الذي لم تصل إليه أي من المركبات التي تشغلها شركات الطيران.


انطلقت "سفينة الفضاء 2" من مهبط طائرات عادي، يقع في صحراء موجاف، في لوس آنجلوس، لتبدأ مغامرة المركبة ذات الهيكل الخارجي المزدوج، وتمكنت من الإقلاع بنجاح، وصعدت إلى ارتفاع هائل، ليعمل محركها في دفعها بقوة إلى أعلى، لمدة 16 ثانية، ثم تغير اتجاهها، وتهبط سالمة، بعد الرحلة التجريبية الأولى، ولم تقلع المركبة الفضائية الجديدة محملة بحمولة كاملة من الوقود، حتى الآن، إلا أنه من المقرر أن تقلع محملة بكامل وقودها، في إطار رحلات عدة، إلى نقطة محددة في الفضاء الخارجي، مع نهاية العام الجاري.


وعن التجربة الناجحة، تقول "فيرجين جالاتيك" أن "الرحلة التجريبية الأولى تعتبر الأهم على الإطلاق في تاريخ الشركة، حيث أنها المرة الأولى التي تتمكن فيها الشركة من جميع مكونات مركبة الفضاء الجديدة الخاصة بفيرجين، وتعمل بكفاءة، ويمكن الاعتماد عليها في الرحلات إلى الفضاء".
ويُعتبر هذا النجاح العظيم في مجال المركبات، التي تتجاوز سرعة الصوت، أحد أهم العوامل، التي من المتوقع أن تفسح المجال أمام التوسع في إطلاق رحلات فضائية سياحية، حيث أثبتت هذه الرحلة التجريبية أن هدف الشركة في إرسال رحلات إلى الفضاء واقعيًا، وقابلًا للتحقيق.


يُذكر أن "سفينة الفضاء 2" هي النسخة التجارية من "SpaceShipOne" (سفينة الفضاء 1)، وهو الصاروخ الأول الذي يتم إطلاقه بمعرفة جهة خاصة، غير حكومية، ويُمول بالكامل عن طريق أشخاص ومؤسسات خاصة، والذي تم إطلاقه إلى الفضاء في 2004، وعلى متنه 500 من السائحين المغامرين، الذين صعدوا بالفعل إلى الفضاء، وهبطوا بنجاح، كما حصلو على فرصة الطيران داخل المركبة الفضائية، ليسبحوا في هوائها من الداخل، لانعدام الجاذبية، بالإضافة إلى ما أتيح لهم من فرص مشاهدة تضاريس الأرض بالكامل، من على ارتفاع 62 ميلًا.


وكانت الرحلة قد تطلبت من كل راكب سداد 200 ألف دولار أميركي، أي ما يعادل 130 ألف جنيه إسترليني، أو إيداع مبلغ كمقدم للصعود على متن المركبة.
تجدر الإشارة إلى أن السير بارسونز كان يأمل في أن تبدأ رحلات الفضاء التجارية في 2007، إلا أنه لظروف عديدة حالت دون إتمام التجارب، والرحلات التقييمية، من بينها الانفجار الهائل، الذي حدث أثناء الاختبارات الأرضية، ما أدى إلى تأخر موعد انطلاق الرحلات التجارية، لقرار المسؤولين التنفيذيين بعدم إرسال أي رحلات تجارية، قبل الانتهاء من جميع الاختبارات الأرضية، والجوية، والتأكد من أن كل شيء على ما يُرام، ومن سلامة الركاب.