لندن - مصر اليوم
حفل العام الماضي 2018، باكتشافات علمية وافرة، ملئت سجلّه التاريخي على محركات البحث، أبرزها اكتشاف أقدم حيوان سكن الأرض، ومياه سائلة على كوكب المريخ وجليد على سطح القمر.
وفيما يلي نسرد بعض الأخبار العلمية المهمة التي برزت خلال العام المنصرم:
سقف آمن لارتفاع حرارة الأرض
ينذر ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2 درجة مئوية بتغيرات مناخية خطيرة. وقال باحثون إن عدم تجاوز هذا الحد أمر ضروري لتجنب تبعات أشد ضررا لظاهرة الاحتباس الحراري، لكن البعض دفع باتجاه وضع حد يقف عند 1.5 درجة مئوية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أصدر علماء المناخ تقريرًا يشرح ما قد يحدث حال نجاح هذه المساعي، فقد يؤدي هذا إلى تراجع أعداد الملايين الذين سيفقدون منازلهم بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار، وإلى تراجع أعداد الأنواع المعرضة لخطر الانقراض، فضلا عن انخفاض حاد في أعداد الأشخاص الذين قد يعانون من نقص المياه، لكن الوصول لذلك يتطلب تكلفة باهظة، و"تغييرات سريعة وبعيدة المدى وغير مسبوقة".
ولم يذكر التقرير ما يجب على الحكومات القيام به، لكنه حدد مجموعة من المتطلبات، منها خفض كبير في انبعاث الغازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، والانتقال السريع إلى الطاقة المتجددة، وإجراء تعديلات على نمط الحياة والغذاء.
أقدم حيوان في التاريخ
يحفل العالم حاليا بأكثر من مليون نوع من الحيوانات التي تعيش على الأرض، بدءا من الحوت الأزرق، وهو أضخم حيوان، وحتى أصغر الديدان تحت أقدامنا.
اقرأ أيضًا:
"ناسا" تكشف عن صورة مُذهلة لاختبار كبسولة "أوريون"
وخلال البحث عن الصورة الأولى للحيوانات على الأرض، تم التركيز بشدة على شكل الحياة في العصر الإدياكاري، أي قبل أكثر من 500 مليون سنة، حين ظهرت بعض الكائنات المعقدة على الأرض.
لكن موقعها من شجرة الحياة يصعب تحديده. وقد صُنفت تلك الكائنات بأكثر من صورة، إذ اعتبرت ضمن الأشنيات والفطريات، وتم وضعها في منطقة وسط بين النباتات والحيوانات.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، تمكن العلماء من استخراج جزيئات كولسترول من أحد الكائنات التي تعود إلى العصر الإدياكاري، ويُسمى "ديكنسونيا" وهو يشبه قناديل البحر المسطحة. ويعتبر الكولسترول من السمات الخاصة بالحيوانات، مما يدل بوضوح على أن الكائنات الحية في هذا العصر كانت حيوانات.
جبل نفايات من البلاستيك
في أبريل/نيسان، زار محرر العلوم في بي بي سي ديفيد شوكمان، إندونيسيا لعمل تقرير عن النفايات البلاستيكية التي عرقلت تدفع المياه في الأنهار في باندونغ، في جزيرة جاوة الإندونيسية، وكانت الأزمة حادة للغاية، وتم استدعاء الجيش للمساعدة في تنظيف كتلة بلاستيكية كبيرة من الأكياس والزجاجات وغيرها من العبوات البلاستيكية.
ومما يثير القلق أن المشكلة تزداد سوءا. ففي مارس/آذار الماضي، كشف تقرير بتكليف من الحكومة البريطانية أن كمية البلاستيك في المحيط يمكن أن تتضاعف ثلاث مرات خلال عقد واحد ما لم يتم الحد من إلقاء القمامة البلاستيكية.
نيوترونات غامضة
تمثل النيوترونات أحد المكونات الأساسية للكون. وتندفع هذه الجسيمات بعنف حول الكون بدون عوائق، والتفاعل معها قليل جدا. في الواقع، يمكن لجسيم نيوتروني واحد السفر في حاجز من الرصاص طوال سنة ضوئية كاملة (حوالي 10 تريليون كيلومتر) دون أن يصطدم بذرة واحدة.
وتأتي العديد من النيوترونات من الشمس أو الغلاف الجوي للأرض. لكن مصدر مجموعة واحدة من النيوترونات عالية الطاقة ظل غامضا حتى أشهر قليلة.
وفي يوليو/تموز، قام فريق دولي بتتبع إحداها حتى وصل إلى مجرة بعيدة. وتتمتع تلك المجرة بمركز لامع بشدة بسبب طاقة متدفقة من ثقب أسود ضخم. مع سقوط مادة ما في الثقب، تظهر دفعات هائلة من جسيمات مشحونة، مما يحول هذه المجرات إلى مسرعات جزيئات ضخمة.
وظل علماء يجرون أبحاث في القارة القطبية الجنوبية لجمع بيانات عن هذه النيوترونات فائقة الطاقة لمدة ست سنوات، لكن هذه كانت المرة الأولى التي يتمكن فيها الباحثون من مطابقتها بمصدر في الفضاء.
ماء في المريخ وجليد على سطح القمر
تأكدنا من وجود جليد على سطح المريخ، وكانت تظهر إشارات على وجود مياه سائلة من حين لآخر، لكن في يوليو/تموز، أبلغ فريق من العلماء عن اكتشاف بحيرة تبلغ مساحتها 20 كيلومترا وتقع تحت الغطاء الجليدي القطبي الجنوبي للمريخ.
كان مسبار "كيوريوسيتي" التابع لوكالة ناسا يبحث عن بقايا الصخور في قاع بحيرة قديمة، حين عثر على أول إشارة على وجود مكان تجمع مستمر من الماء. وكانت النتيجة مثيرة لأن العلماء كانوا يبحثون منذ فترة طويلة على إشارات تدل على وجود مياه سائلة على سطح المريخ.
وقال مانيش باتل من الجامعة المفتوحة بريطانيا "لم نقترب من اكتشاف فعلي للحياة. لكن هذا الاكتشاف يمنحنا موقعا نبحث فيه على سطح المريخ".
وفي أغسطس/آب، نشر باحثون ما قالوا إنه الدليل الأكثر دقة حتى الآن على وجود جليد على سطح القمر. وتشير بيانات مأخوذة من مركبة الفضاء "تشاندرايان -1" الهندية إلى وجود رواسب ثلجية في القطبين الشمالي والجنوبي بالقمر.
قد يهمك أيضًا: