الزوج الكتوم

قد يكون كتم المشاعر طبعاً من الطباع البشرية، ولكن في العلاقة العاطفية يختلف الأمر تماماً إذ قد يصبح كتم الأحاسيس تراكمات تنفجر في غير أوانها وبُعداً بين الطرفين يسمح للجليد في

العواطف بأنّ يحتلّ المساحة الأكبر وجهل الطرف للآخر إذ يجب للانسجام أن يكون سيّد الموقف. فلنسلّم جدلاً أنّك تعانين مع حبيبك انقطاعاً في التواصل، إذ تشعرين أنّه لا يعبّر عمّا

يزعجه أو عمّا يشعر به ايجابياً كان أم سلبياً ولا تعرفين فعلاً ماذا يدور في رأسه، فكيف تشجّعينه على الكلام؟!

- قدّري له الخطوة: يتربّى الرجل منذ طفولته وخصوصاً في مجتمعنا الشرقي على أنّ التعبير عن النفس والمشاعر هو تصرّف نسائي بحت وكبر دليل عبارة "الرجل لا يبكي". لذا قد يكون

خوف كبير متحكّما بلاوعي حبيبك يمنعه من كسر هذا القيد والخروج من لباس الرجل القوي الصلب الذي لا يتأثر ودورك هو أن تظهري له فخرك به حتّى ولو اشتكى ولو تحدّث ولو

أظهر انزعاجاً أو تعاطفاً أو تحدّث عن حزنه أو ذرف دمعة، وأنّه لن يخسر صورة البطل في عينيك.

- أظهري له مرونتك: لنكن واقعيين، لا يمكنك أن تطلبي الى حبيبك التحدّث عن كلّ ما يخالجه وأنت شخص يتأثّر من أي ملاحظة ويذرف الدموع في حال لاحظ أن نظرة واحدة وجّهت اليه شكك في سلامة نواياها. فهنا طبعاً لن يتجرأ أن يعبّر عمّا يزعجه في العلاقة مثلاً وهنا لبّ المشكلة وأساسها. لذا عليك أن تظهري استعدادك لتقبّل الملاحظة وتقديم بعض المساومات كتشجيع له على التعبير الصريح عمّا في قلبه ورأسه.

-  كوني له المثال: لو أردت ارساء قاعدة من حولك عليك أن تطبقيها بنفسك. هذه قاعدة حياتية عامّة لا تقبل الشكّ، فكيف الحري في العلاقات العاطفية؟! ننصحك بأن تعبّري لحبيبك كم تحتاجين للكلام معه وكم ترتاحين وتشعرين بالرضا والسلام حين تفصحين له عمّا في داخلك حتّى ولو كان الموضوع لا يتعلّق به مباشرةً. تمرّني على التعبير الصريح عن نفسك أمامه كي يرى أمامه مثالاً يسهّل عليه التصرّف.

- قدّمي له المكافأة: حين يصل زوجك مثلاً الى المنزل وهو يتذمّر من مشكلة في العمل أو من أمرٍ حدث معه عبّري عن تفهّمك له، اصغي لما يقوله من دون إهمال كي يشعر بالأذن ناصتة له. عبّري له عن فرحك أنّه اختارك ليشكو لك همّه وكافئيه بلمسة دافئة أو قبلة وعبّري له عن استعدادك الدائم لسماعه.