مندوبًا عن جلالة الملك عبد الله الثاني، رعى سمو الأمير عاصم بن نايف بعد صلاة أمس الجمعة في قاعة المؤتمرات الكبرى بالمركز الثقافي الإسلامي بمسجد الشهيد الملك المؤسس- طيب الله ثراه- المجلس العلمي الهاشمي السبعين (الرابع لهذا العام) بعنوان ( المرأة المسلمة في صدر الإسلام ). ودأبت وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على عقد المجالس العلمية الهاشمية تحت الرعاية الملكية السامية في شهر رمضان المبارك في كل عام بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة من العالمين العربي والإسلامي.  وتحدث في المجلس كل من فضيلة الأستاذ أسامه الأزهري من دولة مصر ،وأمين عام الأفتاء الدكتور محمد الخلايلة، ورئيسة جمعية ملتقى الأعمال الخيرية عضو مجلس أمانة عمان الأستاذة ريم الناصر ، وأستاذ علم التفسير في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور أحمد نوفل. وتناول المتحدثون في المجلس ستة محاور تناولت مكانة المرأة في الإسلام، ومواقف للنساء في عصر النبوة، والحركة العلمية للنساء في صدر الاسلام، والمرأة المسلمة وروح المشاركة، وحركة تحرير المرأة ودلالاتها، والمرأة المسلمة أمام التحديات المعاصرة. وفي بداية المجلس تحدث فضيلة الاستاذ اسامة الأزهري عن مكانة المرأة في الأسلام ومواقف مضيئة للنساء في عصر النبوة حيث بين انه كان للمرأة في صدر الاسلام مكانة رفيعة وحرص على بيان مكانتها، وقد اقبلن على العلم من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وعين الاحكام الشرعية ومن السيدة خديجة وأم سلمة. وقال انه وبعد ان راجت حركة العلم في حياة الصحابة برز رواة العلم والنساخون حيث كان للصحابيات نصيب وافر مناصفة مع الرجال، مبينا ان المهاجرات الاوليات من نساء الصحابة شاركن الصحابة في نشر الدين والعلم وخدمة الدين بل ان بعضهن فاق الصحابة ، ومنهن ام المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حيث عرفت اصول الاستنباط واصول الاجتهاد، وبلغت علومها أئمة الاجتهاد والاستنباط مثل الأئمة الاربعة والعز بن عبد السلام. وتحدث أمين عام الإفتاء ألأردني الدكتور محمد الخلايلة عن التحديات المعاصرة التي تواجهها المرأة ، وحركة تحرير المرأة ، والمرأة المسلمة أمام التحديات المعاصرة حيث بين ان المرأة الحرة هي المرأة الكريمة، وقال ان تحرير المرأة أن تعطى المرأة كرامتها وحريتها وحقها مشيرا الى ان تحرير المرأة في العصر الحديث اتجه الى تقليد المرأة الغربية وحرمانها من الميراث ، حيث ظهرت هذه الحركة في بداية القرن التاسع عشر ومن اوائل روادها رفاعة الطهطهاوي، ومن حيث الكتب ظهرت الكتب التي تدعو الى تحرير المرأة وفق المفهوم الغربي مثل الكاتب قرمص فهمي وقاسم امين.وقال ان حركة تحرير المرأة ظهرت في فترة غاب فيها الفقه الاسلامي مبينا انتشار الأحاديث التي لا اصل لها من الاحاديث الصحيحة تتحدث عن المرأة بمفهوم بعيد عن الفقه الاسلامي، كما بين ان من اهم انتشار حركة تحرير المرأة في العصر الحاضر وجود الاستعمار وحركة التحرير الغربي وكذلك انبهار المفكرين الاسلاميين بالحضارة الغربية وما فيها من تعاليم.  وقال ان النبي صلى الله عليه وسلم عامل المرأة ليرسم لها منهجا ونموذجا اسلاميا في التعامل مع المرأة مبينا ان من واجبنا اليوم ان نقود المراة الى حركة تحرير جديد وفق التصور الاسلامي ليعود للمراة مكانتها في المجتمع. وتحدثت عضو مجلس أمانة عمان الأستاذة ريم ألناصر عن المواقف المضيئة في عصر النبوة ، و المرأة وروح المشاركة حيث بينت ان المرأة هي نصف المجتمع وهي التي تعد النصف الاخر من الرجال، كما بينت ان عصر النبوة كان عصرا زاخرا بالنسبة للمرأة المسلمة. وقالت ان السيدة خديجة -رضي الله عنها -كانت اول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان لها دور في نجاح الدعوة، فهي كانت الداعم الاكبر للرسول صلى الله عليه وسلم. وقال أستاذ علم التفسير في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور أحمد نوفل أن الآيات القرآنية ذكرت أن المرأة مخلوقة هي والرجل من نفس واحدة، وقال ان الغرب يريد ان يعلمنا درس المساواة بين الرجال والنساء، وما بنا حاجة لدروسهم، ففي كتابنا العظيم الذي لا ياتيه الباطل ما يعلمنا اعظم الدروس في المساواة ، فقد جاء الرجال في الكتاب 57 مرة ، وجاءت النساء 57 مرة بالضبط بلا زيادة ولا نقصان. وبين الدكتور نوفل ان سور من القرآن سميت باسماء النساء جمعا او افرادا فسورة آل عمران كلمتنا عن نساء آل عمران، فما عرفنا من شأن عمران وابنته العظيمة التي تعادل ملايين الرجال الا وهي مريم التي اجرى الله على يديها معجزة كبرى حتى قال الله فيها وفي ابنها: « وجعلناها وابنها آية للعالمين ..» ألانبياء. وقال الدكتور نوفل .. لعل من اعظم كرامات النساء انهن « الأهل» و « اهل البيت» مبينا انه في قصة موسى عليه السلام ذكر القران : « وسار باهله».  وحضر اعمال المجلس وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد نوح القضاة، وإمام الحضرة الهاشمية قاضي القضاة سماحة الدكتور أحمد هليل، وأمين عام الديوان الملكي يوسف العيسوي ورئيس الديوان الملكي الأسبق يوسف الدلابيح ،ومفتي عام المملكة الدكتور عبد الكريم الخصاونة ، وعدد من السادة الأعيان والنواب، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.يشار الى أن محاور المجالس العلمية الهاشمية لهذا العام والتي اختتمت اعمالها في هذه الجمعة اليتيمة من شهر رمضان المبارك كان قد شارك فيها نخبة من علماء الدين من الاردن ومصر واليمن وفلسطين