أم تخنق طفلتها وتُسلم نفسها

كانت عقارب الساعة تقترب من الثالثة فجرًا، الأحد، عندما فوجى أفراد النوبتجية في مركز شرطة أخميم، التابع لمحافظة سوهاج، بوصول سيدة في العقد الثاني من عمرها، يبدو عليها الاضطراب، ملابسها غير منظمة، تحمل بين يديها "طفلة"، ملفوفة في ملاءة، وتريد مقابلة رئيس مباحث المركز.

وفور دخولها إلى مكتب رئيس المباحث، قالت له: "أنا قتلت بنتي، قتلت هدير، خنقتها بملاية السرير، والجثة بتاعتها معايا".. أسرع رئيس المباحث إلى السيدة، وطلب منها الجلوس على كرسي، واستعان بمعاوني المباحث وعدد من الأفراد، وأخذوا جثة الطفلة، التي تبلغ من العمر عامين، وحاولوا إسعافها إلا أنه كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها إلى المركز.

وكشفت الأم القاتلة، عن دوافع جريمتها، والتفاصيل التي عاشتها وأشقائها الخمسة خلال الـ6 أعوام الماضية، في محضر الشرطة، وتحريات المباحث، وتحقيقات النيابة، والتي جاءت كالتالي:

- جثة في مكتب رئيس مباحث مركز أخميم

قبل 10 أعوام من الآن.. تزوجت هناء "28 عامًا"، في قرية الصوامعة، التابعة لمركز أخميم، وأنجبت خلال فترة زواجها من "السيد" 35 عامًا، عامل، 5 أطفال أكبرهم 8 أعوام، وقبل 5 أعوام كانت الحياة تمر بهدوء ولا توجد أي مشاكل سوي المشاكل العادية التى تحدث بين الزوجين والخلافات الأسرية العادية، طبقًا لما ورد في محضر الشرطة.

وأيضًا جاء على لسان والد الطفلة الضحية، في أثناء مناقشته أمام مدير المباحث الجنائية بسوهاج، اللواء عبدالحميد أبو موسى، أن زوجته أصيبت بحالة نفسية سيئة منذ أكثر من 5 أعوام، وكانت دائمة التردد على الأطباء النفسيين والمشايخ، ولم يتوصلوا لأسباب سوء حالتها النفسية.

- "حاولت تقتل الأطفال قبل كده"

جاء في التحريات أن الزوجة، حاولت قتل أولادها من قبل، ولكنها فشلت، لتصدي أفراد أسرتها لتلك المحاولات، ومنعها من ارتكاب أي جريمة، ووفقًا لما جاء في محضر الشرطة، فإن الزوجة تركت منزلها منذ فترة لوجود خلافات بينها وبين زوجها، وأثناء نوم أفراد أسرتها، دخلت الأم غرفة نوم طفلتها "هدير"، التي تبلغ من العمر عامين، وخنقتها بملاءة سرير حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وحملت الجثة وذهبت بها إلى مركز شرطة أخميم، واعترفت بالواقعة.

- تشريح جثة الطفلة

عقب الانتهاء من مناقشة الأم المعترفة بجريمتها، أخطر اللواء هشام الشافعي مدير أمن سوهاج، النيابة العامة، التى انتقلت إلى مكان الواقعة، وأجرت معاينة لمسرح الجريمة "غرفة نوم" في منزل بسيط مكون من طابقين، وناظرت جثة الطفلة، وقررت عرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة.

واستدعت النيابة، والد الطفلة، وشقيق الزوجة المتهمة، وأفراد الأسرتين، وطلبت الاستعلام عن التقارير الخاصة بخضوع الأم المتهمة بالقتل للطب النفسي، ولا تزال التحقيقات مستمرة.