التحرش

لم تكن الفتاة الثلاثينية تعلم أن ذهابها لطبيب نفسي، سيكون سببا في تدمير حياتها؛ إذ كانت تعاني من حالة اكتئاب حاد، بسبب ضغوط الحياة ومشاكلها التي لا تنتهي مع زوجها، ما دفعها للذهاب إلى الطبيب "أحمد.أ"، المتهم بالتحرش والمُلقب بـ"طبيب طنطا المتحرش"، لتلقى العلاج، لكنه خان الأمانة على حد قولها، وبدأ في علاجها بطريقة خاطئة، مؤكدا لها أنها الصحيحة.

ومر نحو عام وهي تتلقى العلاج في عيادته الخاصة، وتستمتع لكلامه المعسول بدعوى أنها طريقة جديدة في العلاج، حتى فوجئت بانتشار هاشتاج "الطبيب المتحرش" واتهامات بعض الفتيات له، مادفعها للتقدم ببلاغ ضده أمام نيابة غرب مدينة طنطا.الفتاة الثلاثينية التي تحتفظ "الوطن" باسمها، كانت تقطع أكثر من 100 كيلو لتذهب إلى عيادة الطبيب المتحرش، ظنا منها أنه يعالجها، فرسم خيوطه حولها وأوهمها بالحب، ويريد منها أن تبتعد عن زوجها وأهلها، وفقا لها، إلا أنه استغلها على حد قولها: "روحت أتعالج عنده كان عندي اكتئاب حاد، ولما روحت مقاليش عندي إيه، قالي هتبقي كويسة، وكان بيديني أدوية اكتشفت بعد كدة إنها أدوية صرع وفصام، وكان دايما يطلب مني أفرغ حياتي من الناس اللي حواليا، وخصوصا أهلي وزوجي، استغل حكاياتي عن مشاكلي مع زوجي اللي حكيتهاله باعتباره الطبيب النفسي المعالج لي، ومكنتش فاهمة، بس أوهمني إن دا جزء من العلاج".

لم تستوعب الفتاة ما حدث في البداية، لكنها وثقت به ثقة عمياء: "وثقت فيه ومكنتش عارفة ليه أفرغ حياتي من الناس، بس مؤخرا اكتشفت أن دا مقصود، وثقت فيه جدا، وأوهمني إن علاجي الوحيد أن يكون لي حضن وسند وآمان، وعندما كنت أحكي له عن مشاكلي مع زوجي، كان يقولي لي: سيبي البيت واهربي".

وتضيف الفتاة: "استغربت في البداية، وكنت بقول مش قاصد، وفي إحدى المرات، لقيته بيقولي غمضي عنيكي، وفكري في أي حاجة عن الاحتواء والسند، عملت كده، فوجئت إنه قام من على مكتبه وحضني بالعافية، حاولت أهرب منه لكن معرفتش ووقعت على الأرض بسبب وزني اللي خسرته خلال فترة العلاج، مقدرتش أقاوم، سندني على الكرسي وفضل يعتذر لي ويقولي مكنتش أقصد، وطلعت سريعا من المستشفى".

وتتابع الفتاة الثلاثينية: "انتحرت ودخلت المستشفى؛ لأنها كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، مكنتش أتوقع أبدا ده يحصل، ووقفت العلاج ومبقتش أروح العيادة، لكن حصلتلي أعراض وانتكاسة كبيرة، ولقيته بيكلمني ويعتذر ويبرر ما حدث أنه بدافع الحب، وكان بيكلمني على وسائل التواصل الاجتماعي، وفوجئت إنه بيقول كلام معسول كتير وأوهمني إنه بيحبنى، مكنتش اعرف انه استغل علاقتي السيئة بزوجي، وفي مرة من المرات، طلب الباسورد بتاع الفيس بتاعي، وأنا وثقت فيه واديتهوله، هكره ومسح كل الرسايل اللي بيني وبينه، بعد الفتيات ما أطلقت هاشتاج طبيب طنطا المتحرش".

وتوضح الفتاة: "ذهبت وبلغت عنه في نيابة طنطا، بعد حياتي ما ادمرت، وفوجئت بروايات كتيرة من الفتيات والسيدات على السوشيال ميديا، لقيت المحامي الخاص به بيهددني، فرجعت ومقدمتش بلاغ، ومع تزايد البلاغات ذهبت وقدمت بلاغ وقعدت أكثر من 6 ساعات في النيابة للتحقيق، وبعدين اكتشفت إن العلاج اللي كان بيدهولي غلط، واتضايقت لما خرج من النيابة على ذمة التحقيقات رغم كوراثه الكتير، وبعد حياتي ما ادمرت، وقرأت على الانترنت واكتشفت إنه من المفترض ألا يكون هناك علاقة بين الطبيب النفسي ومرضاه خارج العيادة".

وتعود أحداث القضية، لأوائل سبتمبر الماضي، عندما تداول هاشتاج #الدعم_لضحايا_متحرش_طنطا على مواقع التواصل الاجتماعي، دونت من خلاله الضحايا اللاتي تتهمن الطبيب، قصصهن معه، وأمرت النيابة التي باشرت الحدث التحقيق مع الطبيب المتهم.وأصدر المستشار ياسين زغلول، المحامي العام لنيابات غرب طنطا الكلية بمحافظة الغربية، في وقت سابق، توجيهاته إلى رئيس نيابات غرب طنطا الكلية، بتشكيل فريق من أعضاء النيابة الكلية لسماع أقوال 4 سيدات من المبلغات بوقائع تحرش جنسي ومغازلتهن أثناء جلسات علاجية، داخل إحدى عيادات "أ. أ."، طبيب نفسي شهير بوسط مدينة طنطا.

وقد يهمك أيضًا:

التحقيق مع طبيب نفسي متهم بالتحرش بمرضاه بزعم وجود علاج جديد بالأحضان

تفاصيل سقوط "المدرس المُسنّ" المتهم بالتحرش بطفلة في قبضة الأمن المصري