محاكم الأسرة

تنظر محكمة الأسرة، يوميًا في مئات من قضايا المواطنين التي تبدو كالمسلسلات الدرامية، ما بين الخيانة وانعدام الضمير، وضعف الإمكانيات المادية، ومع زيادة تلك الحالات خلقت سبيلًا للفرار من عش الزوجية الذي أصبح كابوسًا، وفيما أغرب حالات الطلاق في مصر.

 فايزة: "عملي بلوك"

تقدمت "فايزة. م"ربة منزل في العقد الثاني من عمرها إلى أبواب محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع على زوجها وعند سؤالها عن الأسباب كان الرد صادمًا: "اكتشفت إنه عملي بلوك على فيسبوك".

 تفاصيل قصتها كما سردتها قائلة: "لاحظت أنه لم يتفاعل على منشوراتي اليومية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وعندما سألته عن السبب تهرب من الإجابة، مع العلم أنه يتفاعل مع كل منشورات البنات والسيدات على صفحته الشخصية، ولاحظت ذلك أكثر من مرة (بيعملهم قلوب وكومنتات حب) ولما قولتله يبطل عيب وأنا مبحبش كدا عملي بلوك علشان مراقبهوش بيريح دماغه".

 فيما تابعت حديثها وأنها تعلم عنه كل شىء ولكن لم يصل الأمر إلى عمل بلوك حتى لا تكشف أمره أكثر وأكثر "هوا فاكر إني كده هسكت؟!".

 مها: "بيزعجني بصوت التليفزيون"

الاعتداء على الخصوصية هو أمر مهم في بلاد الغرب غير معترف به في بلادنا، نعلم جيدًا أن هناك أشخاصا تستغرق وقتا طويلا لحين النوم، كان هذا السبب الذي دفع "مها.ع"، ربة منزل إلى رفع دعوى خلع من زوجها، بسبب "صوت التليفزيون". وقفت أمام محكمة الأسرة تروي قصتها: "تعرفت عليه في إحدى المناسبات، وكان أكبر مني بعدة سنوات وتقدم بعدها للزواج مني وبعد مرور عدة أشهر، تم عقد القران في فرح عائلي".

 واستطردت الزوجة: "يقوم برفع صوت التليفزيون أثناء النوم، بدون مراعاة حقي في الراحة، واشتكيت له أكثر من مرة، حيث لا أستطيع النوم وذهبت إلى أسرتي ولم أشك لأحد بعد عدة أيام اتفقنا على أنه سوف يخفض صوت التليفزيون وذهبت معه".  وأضافت ربة المنزل في حديثها: "دفعني عنده وإصراره على رفع صوته ورفع صوت الأجهزة، من حوله إلى التقدم برفع دعوى خلع والتخلص منه".

   سيدة: "أنا اتجوزت حماتي": "أنا اتجوزت حماتي مش جوزي".. بهذه الكلمات الصادمة بدأت سيدة في العقد الثالث من عمرها في سرد تفاصيل الأسباب التي جعلتها تقف أمام محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع ضد زوجها. قالت "م.ا": "نحن نعيش مع والدته في نفس البيت كان هذا لا يشكل لي مشكلة فهذا زوجي وهذه حماتي وأنا كنت أعاملها مثل أمي دائما حتى وإن كانت تقسو علي، ولكن تربيت على معاملة الآخرين بشكل جيد، مكنتش أعرف إنها هتشغلني خدامة في بيتي".

 وأضافت: "زوجي كان شخصًا يحمل بين أفعاله كنزًا من اللا مبالاة تجاه أي شيء، لا يقوم بشىء سوى الطعام والنوم، وحماتي كانت تقوم بتشغيلي في المنزل ليلًا ونهارًا وغير ذلك تجعلني أنام في الصالة لا الغرفة، ما يجعل من الأمر سجَانًا يتحكم في سجينه، ويوميًا تأتي لي بكوم هدوم كي أقوم بغسلها، لازم كل يوم كدا ومع الأكل بتخليني أطبخ أكتر من حاجة، المهم أفضل أشتغل طول النهار وخلاص، وكأني أتقاضى الأجر والمقابل منها نظير عملي".

 منال: "شاف ابني بيبوسني كسر رجله": في واحدة من أغرب دعاوى الخلع المقامة أمام محكمة الأسرة استندت زوجة في أسباب قضيتها إلى غيرة زوجها عليها من طفلها الذي لم يتجاوز خمس سنوات من عمره. وأمام قاضي محكمة الأسرة وقفت "منال. ح" في العقد الثالث من العمر تروي مأساتها قائلة: "بيغير عليا حتى من ابني حيث بدأت خلافاتنا حين رزقنا الله بآدم طفلنا الذي يبلغ الآن من العمر خمس سنوات".

 وتابعت: "تعرفت على زوجي في كلية التجارة في جامعة عين شمس ونشأت بيننا قصة حب توجت بالزواج، ولم يغير صفو حياتنا شيء إلا لحظة إنجابي آدم، ومن بعدها تغيير زوجي تجاهي وظل يتهمني بالإهمال في معاملته، وأن مشاعري أصبحت جافة تجاهه وكان الأمر يزداد سوءًا مع كل عام يكبر فيه طفلنا، ما أثار الشك بداخلي فهل يمكن للأب أن يغير من ابنه، ففكرت بإمكانية أن يكون مريضًا نفسيًا".

 وأضافت منال أنها فوجئت بزوجها يلقي الطعام أرضًا عندما يرى ابنها يناديها كعادة الأطفال لمشاهدة فيلم كارتون معه، ووصل به الحال إلى أن تعدى على ابنه بالضرب مما تسبب في كسر قدمه، لمشاهدته وهو يقبلها ولم تستطع إنقاذ طفلها من يده، مما دفعها إلى طلب الخلع والوقوف بأسباب قوية أمام هيئة المحكمة حفاظا على ابنها من والده.