هل يصح أن نترك الأطفال دون أن نعلمهم الرياضة حتى سن دخول المدرسة؟ وما فائدة تعليمها للطفل في هذه السن الصغيرة؟ وما دور الأسرة في تنشئة الطفل الرياضي؟ كل هذه التساؤلات وغيرها تعرفين إجابتها من خلال السطور القادمة . لا شك أن تعليم الرياضات الجماعية للأطفال فى سن ما قبل دخول المدرسة يعطيهم الفرصة لأن يلتقوا ببعضهم البعض، لأن الرياضة بالنسبة للطفل فى الرابعة أو الخامسة من العمر قد تكون أمرا معقدا بعض الشيء، وخاصة الرياضات التى تكون قواعدها كثيرة. إن الطفل فى سن ما قبل المدرسة لم يتعلم بعد بعض الحركات الأساسية مثل الرمى أو المسك، مما قد يجعله يشعر بالإحباط تجاه ممارسة الرياضة. تعتبر الطريقة التى يتعامل بها المدرب، والطريقة التى تتعاملين بها مع الطفل من الأمور الأساسية التى تحدد مدى حب الطفل للرياضة. إذا كان طفلكِ لا يستمتع بالرياضة التى يمارسها فعليكِ أن تجدى له رياضة أخرى، وعليكِ أن تعلمى أنه ليس من الضرورى أن يمارس الطفل رياضة جماعية، وهو لم يدخل المدرسة بعد، بل يمكن للطفل أن يمارس رياضة خفيفة، ومع الوقت سيتعود على الأمر. إن المهارات الحركية عند الطفل تكون لا تزال فى مرحلة التطور، وهو فى سن ما قبل دخول المدرسة ويكون الطفل لا يزال يتعلم كيف يلعب مع الآخرين، ولذلك فإن إيجاد الرياضة المناسبة له يكون أمرا ليس بالسهل. يمكن للطفل وهو فى سن ما قبل دخول المدرسة أن يلعب رياضة جماعية ولكن بشرط ألا يكون التركيز فى تلك الرياضة على الفوز، كما أن الفوائد الاجتماعية التى تعود على الطفل من ممارسة الرياضة أمر شديد الأهمية وسيستمر معه فى المستقبل. هناك بعض البرامج الرياضية التى تقبل دخول الطفل إليها بإتمامه عامين أو ثلاثة بينما توجد برامج أخرى يجب أن يكون الطفل قد بلغ خمسة أعوام ليشترك بها. إن الرياضات الجماعية بصفة عامة تكون مناسبة للأطفال فوق السادسة من العمر، بينما قد يستفيد الطفل الأصغر سنا من رياضات أخرى ليست جماعية تعلمه كيف يتبع التعليمات، وكيف يتعلم العمل الجماعى ضمن فريق؟ ويجب على الأم أن تعلم أنه توجد بعض العوامل الواجب عليها التفكير فيها قبل جعل طفلها يشارك فى رياضة معينة، مثل: مدى قدرة الطفل على أن يكون صبورا، وهل يفقد الطفل أعصابه بسهولة وكيف يتصرف فى حالة لم تسر الأمور مثلما يريد وهل تعلم مبدأ المشاركة أم لم يتعلمه بعد؟ إن ممارسة الطفل لرياضة جماعية أمر يتطلب أن يتعلم أن كل شخص له دور محدد، وأنه يجب عليه اتباع القواعد المختلفة، ويجب أن يكون شديد الانتباه لما يجرى حوله، لأن الطفل فى السن الصغيرة قد تبدو له الأمور والقواعد مخيفة أو مقلقة بعض الشيء، وقد تمثل نوعا من الضغط عليه وقد تجعله متوترا بعض الشيء. وقد يشعر الطفل مثلا بالإحباط إذا لم يسجل هدفا فى اللعبة الرياضية التى يمارسها. إن الرياضات سواء كانت فردية أو جماعية تكون فيها فائدة شديدة لجسم الطفل، ولصحته بصفة عامة، وهى تساعده أيضا على تكوين مهارات حركية واجتماعية مهمة، كما أن الرياضة ستعلم الطفل عدم الاستسلام وكيف يصر على ما يريده. يجب أن يمارس طفلكِ الرياضة ساعة فى اليوم على الأقل ، كما أن الأم يجب عليها ألا تيأس إذا لم يعجب الطفل بفكرة ممارسة الرياضة فى البداية. إن الطفل سيحب أن يرى أهله يمارسون الرياضة معه، لأن هذا الأمر يجعله يدرك أن ممارسة الرياضة جزء من روتين العائلة. إن الطفل الذى يمارس الرياضة منذ الصغر يظل نشيطا فى حياته المستقبلية، حيث تساعد الرياضة أيضا على أن يكون الطفل واثقا بنفسه وستقلل من نسبة إصابته بارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض القلب. إن السباحة من الرياضات المفيدة للطفل صغير السن لأن نسبة الإصابة بها قليلة. تعتبر أيضا كرة القدم من الرياضات المناسبة للطفل، وكذلك رياضة الجمباز.