يشكوا الأطفال من مشكلات نفسية كثيرة، قد يقف عندها الآباء حائرين، يعانون منها، ويسهرون قلقين إزائها، ونقطة الانطلاق للتغلب على هذه المشكلات، أن يكون لدى الأبوين قدرٍ كافٍ من المعرفة بهذه المشكلات، وأسبابها، ومظاهرها، ومدى خطورتها من عدمه، ووسائل علاجها، ومن هذه المشاكل مشكلة الخجل عند الأطفال فالطفل الخجول كما يقول الأخصائى النفسى "على عبدالباسط" هو الذى ليس لديه القدرة على التجاوب مع زملائه فى المدرسة، أوالأشخاص الذين يراهم لأول مرة، سواء كان فى البيت أوخارجه، وهولا يندمج معهم، ولا يستطيع مواجهتهم بجرأة، لذلك فإن تجاربه فى الحياة تكون محدودة، وكل هذه الصفات تجعل منه شخصا انعزاليَّا غير نافع لنفسه أولمجتمعه. وأوضح "عبدالباسط " أن هناك فرق بين الخجل والحياء لأن الخجل هوانطواء الولد وابتعاده عن معاملة الآخرين والتعامل معهم، أما الحياء فهوخلق وفضيلة من أخلاق الإسلام، يمنع من ارتكاب الخطأ والمحرمات. وأشار عبدالباسط إلى أن أسلوب تربية الطفل قد يجعله خجولا؛ حيث إن زيادة التدليل قد تسبب الخجل، كما أن التشدد فى المعاملة وتكرار التوبيخ، والزجر والتأنيب بغير سبب، واستخدام القسوة فى تصحيح الأخطاء خاصة أثناء وجود الغير، كل ذلك قد يؤدى إلى فقدان الثقة فى النفس والشعور بالنقص، وبالتالى يؤدى إلى الخجل والانطواء عن الناس والمجتمع. وأضاف أيضا أن التأخر فى الدراسة قد يكون سببًا من أسباب الشعور بالنقص. كما أن الطفل الوحيد غالبًا ما يعانى من الخجل نظرًا للاهتمام الزائد به، والخوف الشديد واللهفة عليه أكثر مما يعامل الآباء الأطفال الذين فى مثل سنه، وقد يؤدى ذلك للسخرية منه من قبل بعض زملائه مما يزيد من حدة المشكلة. ونصح الأخصائى النفسى الأم بضرورة تربية أبنها على الجرأة لعلاج هذه المشكلة، كما نصح الأب بضرورة أن يصطحبه أبوه فى المجالس العامة، لأن هذه المخالطة تجعله أقل خجلا من الأطفال الذين لا يخالطون الناس. كما أن الرحمة والحنان الغير زائدين عن الحد المعقول من العوامل المؤثرة التى تقى الأطفال من الخجل، وعلى الأم أن توفر لطفلها قدرًا كافيًا من العطف والرعاية والمحبة، وإشعاره بالأمن والطمأنينة، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون صبورة فى علاج الخجل عند طفلها؛ لأنه يحتاج إلى وقت طويل، ويتم على مراحل، وعليها أن تبدى سعادتها كلما تخلص من بعض خجله، ولكن إذا فشلت؛ فعليها أن تحاول معه مرة أخرى حتى يتحقق هدفها الذى تتطلع إليه.