جامعة دمشق

تتجه وزارة التعليم العالي إلى تطبيق السنة التحضيرية لكليات الهندسة بعد اعتمادها للكليات الطبية، مع متابعة مختلف المتطلبات اللازمة وضرورة ضبط المدخلات الجامعية وقياس مخرجاتها من أجل ضمان جودة العملية التعليمية، وتبادل الآراء والاستفسارات الخاصة بالسنة التحضيرية في كليات الهندسة ونظامها الدراسي، ودراسة السلبيات والإيجابيات في هذا الإطار بعناية، مع الاستفادة من تقييم تجربة السنة التحضيرية للكليات الطبية.

يأتي هذا التوجه انطلاقا من مبدأ تكافؤ الفرص في القبول الجامعي مع ازدياد الطلب على التعليم العالي وتهيئة الطالب للتواصل المباشر مع الوسط الجامعي وقياس قدراته وتوجيهه إلى الاختصاص الذي يتناسب مع ميوله، وتهيئة طالب متميز قادر على التفوق وخدمة المجتمع بمهنية عالية.

وبحث محمد عامر المارديني وزير التعليم العالي الدكتور خلال لقائه أمس عمداء الكليات الهندسية في الجامعات السورية الحكومية مبررات اعتماد سنة تحضيرية في كليات الهندسة أسوة بكليات الطب وسبل تجاوز المعوقات التي تواجه هذا الموضوع، مؤكدا أهمية اعتماد سنة تحضيرية في الكليات الهندسية تماشيا مع السياسات المتبعة عالميا.

وأشار الوزير إلى أنه ستعقد قريبا ورشة عمل لعرض نتائج دراسة تقييم السنة التحضيرية في الكليات الطبية ومحاولة وضع خريطة طريق سيتم بناء عليها تطبيق هذه التجربة في الكليات الهندسية، مؤكدا أن نتائج دراسة التقييم مهمة للغاية لوضع مفصل أساسي في عملية تغيير آليات القبول الجامعي من أساسها، وعدم الاكتفاء بمعيار الثانوية العامة والدخول في سنة تحضيرية على مستوى جميع الكليات.

وتم خلال الاجتماع التركيز على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات بين الكليات الهندسية وخصوصيتها لا سيما كليتي الهندسة المعمارية والمعلوماتية، إضافة إلى ضرورة انتقاء المقررات الدراسية المناسبة وتوصيفها لتكون ملائمة لطبيعة السنة التحضيرية، وإيجاد عامل مشترك بينها كي توسع مدارك الطالب وتهيؤه لدخول أي تخصص من تخصصات الهندسة، والاهتمام بموضوع تأليف الكتاب الجامعي وتشكيل لجان خاصة بذلك؛ لتقييمه علميا فضلا عن تأهيل الكوادر التعليمية المكلفة في هذا المجال.

ونوقشت أهمية تلافي الثغرات والمشكلات التي رافقت السنة التحضيرية في الكليات الطبية، وأهمية هذه التجربة باعتبارها تشكل معيارا دقيقا لتحديد مستقبل الطالب العلمي.

وكان مجلس التعليم العالي أقرّ نهاية العام الماضي اعتماد سنة تحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية معيارا يضاف إلى معدل شهادة الثانوية العامة، وبلغ عدد الطلاب المسجلين في الكليات الطبية في الجامعات الحكومية السورية للعام الدراسي الحالي نحو 9500 طالب وطالبة، وتعد السنة التحضيرية من السنوات الدراسية للطالب واختباراتها موحدة ومؤتمتة، ومقرراتها ذات علاقة مباشرة ووثيقة بدراسة الطالب المستقبلية.