تحت اشراف الاستاذ الدكتور بدرو اوساكا من جامعة غرناطة الاسبانية والاستاذ الدكتور خالد الحمزة عميد كلية الفنون والعمارة في جامعة اليرموك الاردنية ,تم مناقشة اطروحة الدكتوراة الموسومة (اتجاهات فنون مابعد الحداثة واثرها على الفن المعاصرفي فلسطين ),وذلك في كلية الفنون الجميلة في جامعة غرناطة الاسبانية , والاطروحة من اعداد الباحث الفلسطيني والمحاضر في جامعة القدس نصر جوابرة ,وقد منح على اطروحته درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الاولي. وتاتي اهمية الاطروحة في معالجتها لحقبة ثقافية هامة من تاريخ شعبنا الفلسطيني ولاسيما وان الفن التشكيلي الفلسطيني كان الاسبق عربيا في تبني تلك الاتجاهات الفنية الغربية الوافدة الى الوطن العربي رغم ما تمر به فلسطين من ظروف سياسية  ,اذ حاولت الاطروحة رصد   المتحولات التي اصابت الخطاب الفكري والجمالي الفلسطيني بعد العام 1993بما تضمن هذا التاريخ من بداية انفتاح الفنان الفلسطيني على المشهد الثقافي العالمي وشروعه في استعارة لغة معاصرة في التعبير ومخالفة للسياق الثقافي في الدول العربية المجاورة . وتكونت الاطروحة من خمسة فصول حاول الباحث من خلالها تاسيس اطارا فكريا وفلسفيا لمصطلح مابعد الحداثة بوصفه مصطلحا فلسفيا نشا وارتبط بالنتاج الفكري للحضارة الغربية المعاصرة بمامرت بها من تحولات تاريخية وعلمية واجتماعية وفلسفية ,وبما ارتبط بالمصطلح من اتجاهات فلسفية ومن حركات تحرر اجتماعية وسياسية مناهضة لمفهوم الحداثة االغربية لاسيما الحركة النسوية ,كما صمم الباحث اطارا فلسفيا لمفهوم فنون مابعد الحداثة من حيث  نشاتها وتطورها ورصد اهم المتغيرات المفاهيمية التي ادت الى ظهورها, واكثر الفلسفات والمناهج الفكرية المعاصرة  تقاطعا معها, من ثم حاول الباحث تقديم عرض لابرزالاتجاهات الفنية الما بعد حداثية وصولا الى خلاصة وضحت اهم المفاهيم والسمات الفكرية العامة المميزة لتلك الاتجاهات.  وكان ابرز ما كشفت عنه الدراسة هوتبني النتاجات الفنية الفلسطينية في هذا السياق لاهم وابرز الاستراتيجيات والسمات العامة لفنون مابعد الحداثة ,كما كشفت  عن قدرة هذه الاتجاهات الفنية الوافدة  على التعبير عن الكثير من جوانب القضية الفلسطينية  وبشكل افضل  من الاتجاهات الفنية التقليدية ,نظرا لانشغالها بالمفهوم والمضمون الفكري  وقدرتها على خلق التفاعل ما بين المتلقي والانجاز الفني  ,كذلك لاحتوائها على عنصر الحركة كفنون الاداء والفيديو ارت .