احتفل في مدرسة اليوبيل، المعلم الحي لإرث المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، اول من امس الخميس، بالذكرى العشرين لتأسيسها، برعاية جلالة الملكة نور الحسين، ومشاركة سمو الامير حمزة بن الحسين. وتزامن الاحتفال مع ذكرى ميلاد المغفور له جلالة الملك الحسين، الذكرى التي أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني وشعبه الوفي ان تبقى خالدة خلود الوطن ورمزا للعطاء والبذل والتضحية. وقالت جلالة الملكة نور الحسين "عندما وضعنا مع جلالة الملك الحسين حجر الأساس لمدرسة اليوبيل، كان املنا ان تصبح هذه المدرسة حافزا لتعزيز وتطوير التعليم الثانوي في المملكة وخارجها". واضافت "أنا اؤمن بأن الانجازات التي حققها طلبة اليوبيل وخريجوها ومعلموها وطاقمها الإداري، والتي نشهدها اليوم، هي مصدر فخر لجلالة المغفور له الملك الحسين، وانعكاس لآماله لخدمة وطننا الحبيب الأردن". وفي الاحتفال الذي ضم اعضاء مجلس امناء مؤسسة الملك الحسين، واعضاء هيئتها الادارية والتنفيذية، واعضاء واسرة المدرسة ومديرتها سهى جوعانة ومسؤولين تربويين واكاديميين، والداعمين وعددا من طلابها القدامى والجدد، قدمت المديرة التنفيذية لمؤسسة الملك الحسين هناء متري شاهين نبذة حول الرؤية المستقبلية الجديدة لمدرسة اليوبيل والهادفة الى تعزيز الإرث الذي خلفه المغفور له جلالة الملك الراحل. وقالت ان احتفالنا ليس فقط لإظهار الاثر الملموس للمدرسة على مسار حياة طلابنا وخريجينا بل في توسيع مظلة المنح الدراسية الكاملة لمستحقيها من طلابنا، اضافة الى تحويل المدرسة إلى مدرسة صديقة للبيئة، وتطوير العديد من البرامج الدراسية الجديدة والمبتكرة، بما يلبي التطور التكنولوجي المعلوماتي، ومنها برامج افتراضية للتعلم عن بعد وتفعيل نادي خريجي المدرسة لتبقى الحاضن للتعليم المبتكر الشمولي في القيادة والريادة. وتخلل الاحتفال جلسات نقاشية بين عدد من طلبة المدرسة الحاليين وخريجيها وأعضاء هيئتها التدريسية تحت شعار "التفكير بصوت عال حول المشهد التعليمي"، تم خلالها بحث مكامن القوة التي تتمتع بها مدرسة اليوبيل وجملة التحديات التي تواجهها، وذلك من وجهة نظر المشاركين الذين كان من بينهم كل من المهندسة المعمارية بسمة عبدالله، ومدير التسويق الإقليمي في جوجل نجيب جرار، بالإضافة إلى عدد من أعضاء شبكة خرابيش للإعلام الترفيهي وهم وائل عتيلي، ومحمد عصفور، وهناء ملحس. وناقشت الجلسات النقاشية التجربة التعليمية الفريدة للمدرسة من وجهة نظر خريجيها، والتي مكنتهم من تحقيق الانطلاق في الريادة والتميز من خلال نظامها التعليمي "المتنوع" الذي يمزج بين برامج خدمة المجتمع العالمي، وبرامج القيادة، وباقة واسعة من المواد والمقررات الاختيارية المحفزة على التحدي، بالإضافة إلى البرامج والأنشطة اللامنهجية المبتكرة التي تميزت بها المدرسة. كما وقد تطرقت الجلسات النقاشية إلى تفاصيل التحديات التي تواجه المدرسة في مشوارها نحو التطور ومنها على سبيل المثال اضطرار طلابها في مرحلة الثانوية النهائية الى الخضوع لنظام وزارة التربية والتعليم الحالي النمطي التقليدي والذي اعتبروه احد العوائق والتحديات امامهم. وعلى هامش الاحتفال نظمت المدرسة معرضا لعدد من مشاريع تخريج طلابها المبتكرة والريادية والتي نالت جوائز عالمية ووطنية وكانت مثار اهتمام ومتابعة سمو الامير حمزة، ودافعا لسموه لمحاورة اصحابها حولها وحول تطلعاتهم ورؤيتهم المستقبلية لهم ولمدرستهم. وكانت مدرسة اليوبيل تأسست في خطوة هدفت لتجسيد رؤى جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال الذي كان مؤمنا بالطاقات والإمكانات الكامنة لكل فرد من أبناء الوطن، والتي من شأنها أن تلعب دورا محوريا في التنمية المجتمعية وتحقيق التقدم المنشود شريطة تحقيق المساواة في فرص التعليم وضمان التعليم النوعي للجميع. ومنذ تأسيسها، عملت المدرسة على تقديم برامج تعليمية مبتكرة من شأنها تطوير المهارات التي لم تقتصر على المهارات الأكاديمية كالتفكير النقدي والفضول العلمي، متجاوزة ذلك إلى المهارات الشخصية كالمهارات القيادية والمسؤولية المجتمعية النابعة من الحس والانتماء المدني العميق. وفي عام 1999 تم إلحاق المدرسة بمؤسسة الملك الحسين، التي أنشئت بإرادة ملكية سامية كمؤسسة غير حكومية وغير ربحية على الصعيدين الوطني والدولي، والتي تعتبر معلما حيا للنموذج التربوي الذي يمثل رؤية جلالة الملك الراحل، والتزام جلالة الملك عبدالله الثاني بالإصلاح التربوي والتطوير الاكاديمي. وعلى مدى عشرين سنة الماضية، خرّجت مدرسة اليوبيل 4631 طالبا وطالبة ممن يعتبرون اليوم من الرواد والقادة في مجالاتهم، وممن يشغلون مناصب هامة في كبرى المؤسسات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية، استطاعوا ترك بصماتهم الإيجابية في المجتمعات التي يعملون ضمنها.