اكد الدكتور محمد فهمى طلبة نقيب العلميين أن قضية تعريب العلوم هى قضية مثيرة للجدل وتحظى بقدر كبير من المناقشات ، مشيرا الى أهمية أن يكون هناك توازن بين التعريب والمرحلة الدراسية التى يدرس بها الطالب او التلميذ بما يحقق رفع مستوى التعليم فى المراحل الاولى والتواصل مع العالم فى المعارف والاضافات العلمية والتطوير البحثى فى المراحل المتقدمة من الدراسة. وقال – فى تصريح له - إن القضية ليست التعريب الكامل والشامل للعلوم فى كل المراحل الدراسية وفى ذات الوقت ليس تجنبا شاملا وكاملا ايضا فى كل المراحل ، ويجب أن تتداخل اللغات الاجنبية فى هذه المراحل على قدر حجم المعلومات المتاحة على مستوى العالم ، واضاف أن الهدف من دراسة العلوم هو فهم الحقائق العلمية بأبسط الامور وإذا كانت اللغة تيسر ذلك فى إطار ما هو ممكن ومتاح فإن تعريب العلوم فى هذه الجزئية يحتاج إلى إعادة نظر. وأشار الى ضرورة الاخذ فى الاعتبار عدة محاذير عند اقرار تعريب العلوم من عدمه وفى مقدمة تلك المحاذير العزلة التى يمكن أن تنتج عند التواصل العالمى والاطلاع على كل ماهو حديث ومستحدث ، وطالب بضرورة أن يكون هناك خلطا مقبولا بين التعريب والمرحلة الدراسية ، على أن تكون دراسة العلوم باللغة العربية فى المراحل الاولى التى يتم خلالها غرس المفاهيم الاساسية فى عقول التلاميذ ، ولا يجوز تعطيل تلك العملية من خلال اللغة لان الترجمة التلقائية بذهن التلميذ تقلل التواصل وتقلل من درجة استيعابه للمعرفة العلمية. وأشار الى أنه على الجانب الاخر فإن جميع المعارف البحثية موثقة باللغات المختلفة وباللغة الانجليزية بصفة عامة والتعرف عليها لا يمكن أن يتاح باللغة العربية لضخامة حجم العطاء العالمى فى المجال البحثى ودقة التعرف على المعارف بلغة أخرى غير لغة المنشأ ، وأوضح انه فى المراحل المتقدمة من الدراسات العلمية يكون النشر ذو القيمة المرتفعة باللغة واسعة الاستخدام وهى الانجليزية ، ولذا فإن على المسئولين بالدولة دراسة مسألة تعريب العلوم بتأنى لكى يمكن استثمارها استثمارا صحيحا فى إطار من التوازن الذى يخدم الهدف المطلوب.