يأتى وقت فى حياة الطفل يعتبر فيه كل الأنشطة المألوفة أنشطة يجب المنافسة فيها، سواء كان سباق عدو بين أقرانه أو السعى للفوز بقطعة آيس كريم من طفل آخر، فإن روح التنافسية قد تحمل جوانب إيجابية وغير عدائية وفى أوقات أخرى قد تحمل صفات عدوانية وتعجرف بين الأطفال. فقد أظهرت دراسة طبية حديثة بحثت بشكل أكثر تعمقا واستفاضة فى البنيات السلوكية وراء المنافسة حيث وجد أن العديد من الأطفال لا يفهمون المفهوم التنافسى حتى بلوغهم الرابعة من عمرهم. وأوضح "أندرومايرز" وأستاذ عمل النفس بجامعة"ممفيس "الأمريكية والمشرف على تطوير الأبحاث المنشورة فى العدد الأخير من مجلة "الآباء" أن المنافسة ليست موروثا حميدا أو سيئا إلا أنه يمكن أن يكون له نتائج إيجابية أو سلبية. وشدد الدكتور "ديفيد أديريج" أستاذ الطب النفسى فى مرحلة الطفولة بجامعة "ماساشوستس" الأمريكية على أهمية دور الوالدين خلال تلك المرحلة، من عمر الطفل فى مساعدته على فهم معنى ومفهوم التنافس بطريقة صحيحة وصحية. كان "يوهانس رويسلير" أستاذ الفلسفة بجامعة"أرويك" الأمريكية وفريقه البحثى المعاون قد أجروا أبحاثهم على مجموعة من الأطفال تراوحت أعمارهم ما بين 3 إلى 5 أعوام حول مفهومهم عن المنافسة حيث لوحظ أن الأطفال قبل سن الرابعة لم يتمكنوا من التعبير بدقة عن معنى ومفهوم المنافسة فى الوقت الذى ارتفع تفهم وإدراك هذه القيمة الهامة بين الأطفال ممن تخطوا الرابعة.