لم يجد الشابان اللبنانيان "بشير فاخورى" و"حوراء سعيد" بعد فترة خطوبة دامت عامين إلا تطبيق "سكايب" للمحادثات الصوتية والمرئية عبر الإنترنت لحل مشكلة إتمام زواجهما؛ فالعريس (28 عاماً) موجود فى الولايات المتحدة والعروس (24 عاماً) لا تزال تنتظره فى مدينة صور (جنوب لبنان)، فى وقت لم تسعفهما أوضاعهما الاقتصادية الصعبة وبُعد المسافة فى تحقيق حلمهما.وظهر الحل أمام العروسين فى فتوى شرعية صادرة من مرجعيات دينية لطائفتهما الشيعية، تجيز عقد قرانهما عبر تطبيق "سكايب"؛ ليصبح هذا الزواج الأول من نوعه فى لبنان، بحسب رجل الدين الذى قام بإتمامه.وكان الاثنين الماضى اليوم المنشود؛ حيث اجتمعت عائلة سعيد فى منزلها فى صور وفتحت تطبيق "سكايب" عبر الحاسب الآلى، فيما أطلت عائلة فاخورى من شقة العريس فى الولايات المتحدة عبر التطبيق ذاته.وحضر الشيخ "على مغنية" إلى منزل العروس لبدء مراسم عقد القران عبر تطبيق "سكايب" بعد التحقق من المرجعية الدينية المختصة التى "أفتت بحلاله وشرعيته".ويُعتبر هذا الزواج أول حالة زواج رسمية فى لبنان تتم عبر "سكاى بى"، بحسب مغنية الذى قال: "إنّها المرة الأولى فى لبنان التى يُعقد قران بمثل هذه الطريقة".وحول شرعية هذا الزواج، قال مغنية لوكالة الأناضول: "قبل نحو 40 عاماً أصبح بإمكاننا إتمام الزواج عبر الهاتف أى بالصوت فقط، أما اليوم وبحسب التطور التكنولوجى أصبحت تشاهد وتسمع بالصورة والصوت كلام العريسين".ورأى أنه "لا يوجد أى مشكلة بإتمام العقد عبر سكايب؛ فالزواج اتفاق بين شخصين وقد زوجتهما بوجود الشهود، حيث تم التواصل مع العريس بالصوت والصورة". وأضاف مشدداً: "لا يوجد أى إشكال فى هذا الزواج، وما دام هناك اتفاق بين الطرفين وتوكيل يكون عقد الزواج شرعى، ولا توجد أى إشكالية شرعية عليه إطلاقاً".وتابع الشيخ مغنية لافتاً إلى أن الشريعة الإسلامية هى شريعة التيسير وخاصة فى أمور الزواج، حيث أمرت بعدم إيجاد العقبات، "لأنّه كلما كثرت العزوبية كثر الفسادون، وكل ما كثر الزواج كثر الخير والإيمان؛ لأنه يحصن المجتمع ويحصن النفس على العفة والتوازن والإيمان"، وأعلن الشيخ مغنية "بشير وحوراء" زوجاً وزوجة، مباركاً لهما هذا الزواج بعد أن سجّل مهر العروس الذى كان عبارة عن مقدم نسخة من القرآن الكريم، ومؤخر صداق بلغ 20 ألف دولار أمريكى. وشتان بين زواج الشابة حوراء (24 عاماً) وزواج والدتها دلال سعيد التى التى تزوجت على "الصورة" قبل أكثر من عشرين عاماً، حيث رأت شريك حياتها عبر صورة مرة واحدة قبل إتمام زواجهما بحضورها وحضور زوجها، وقالت دلال لـ"الأناضول": "سكايب قرّب المسافة ووفر المال؛ إنّها فكرة ممتازة، شكراً سكايب".أما العروس الخجولة، التى تتردد بالحديث إلى وسائل الإعلام، فاكتفت بالقول لـوكالة "الأناضول": "نحن نحب بعضنا منذ مدة ووجدنا الحل عبر سكايب، أعتقد أنها تجربة جديدة، وأرجو أن تحذو فتيات أخريات حذوى". ويرى بعض أنصار هذا الزواج - حسب نشرت وسائل إعلام لبنانية مؤخراً- أن الزواج عبر "سكايب" اكتسب شرعية اجتماعية أكبر من الزواج الذى كان رائجاً ولا يزال فى مناطق لبنانية، الذى يُعرف بـ"زواج الوكالة".وكان هذا النمط رائجاً عند المغتربين، إذا كان يرسل العريس وكالة مصدقة من السفارة اللبنانية فى بلده، تجيز لشخص يمثله (والده أو جده) عقد قرانه على عروس، وكان يعتبر زواجاً شرعياً، يُسجل فى دوائر النفوس، على الرغم من أنه يبقى زواجاً مع وقف التنفيذ. ويعتبر أنصار هذا الزواج عبر "سكايب"، أنه لا يمكن النظر إليه بأنه "غير كامل"؛ فقد حاز على مصادقة رجل دين، أكسبته الغطاء "الشرعى"، كما حاز على أهلية اجتماعية، بحكم حضور المقربين وأفراد العائلة فى البلدين.لكن آخرين لا يعترفون إلا بالزواج التقليدى من خلال حضور كلا الزوجين لعقد القران؛ معتبرين أن هذا الزواج هو الأكثر أماناً والأكثر استمراراً.